مقدمة
أكتب هذا المقال، وأنا على يقين تام أنني أتجاوز الحدود الوهمية التي وضعناها نحن الشعب في مناقشة قضايانا المصيرية، تلك الأسئلة التي نثيرها خفية بين الحين والآخر، أو نواريها خلف ستار الولاء المطلق للسلطان، والحرص على المصلحة الوطنية التي اُختزلت في ذاته المقدسة عرفا وقانونا. ومع يقيني التام أن للسلطان مكانة عالية في نفوس الكثير من العمانيين، إلا أنني أرى أن عمان بتاريخها الضارب في جذور التاريخ أكبر من كل مكانة، وأعلى من كل مقام، ومناقشة ما يخص حاضرها ومستقبلها ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها، والسكوت عن طرح هذه الأسئلة خيانة للجيل القادم من أبنائنا الذين نصنع بيدنا اليوم مستقبلهم. لذا فإنني أضع بين يدي القارئ الكريم هذه الأسئلة الكبرى والتي أرجو من نقاشها أن نصل إلى ما فيه مصلحة عمان وشعب عمان بالدرجة الأولى. والسؤال الأكثر إلحاحا في هذه المرحلة هو: هل تحتاج المرحلة الحالية إلى أن يكلف السلطان رئيسا للوزراء يقوم بتشكيل حكومة مستقلة في عملها عن السلطان؟ في رأيي الشخصي أرى أن تكليف السلطان برئيس وزراء منتخب – من الشعب وليس من الأسرة الحاكمة – هو الأنسب للمرحلة القادمة، المرحلة الأصعب في تاريخ عمان بعد الثورة النفطية أو ما نحب تسميتها بـ(النهضة المباركة). السنوات العشرون الماضية في تاريخ عمان كانت سنوات عجاف أكلن كل ما قبلهن من سنوات سمان، ونحن الآن في مرحلة تستدعي منا اتخاذ خطوات أكثر جرأة لتعديل الوضع العام ولتسيير شؤون البلاد فيما يخدم مصلحة المواطن أينما حل وارتحل. في المقال أدناه تفصيل للأسباب التي أرى أنها تؤدي إلى ضرورة قيام السلطان بتكليف رئيس للوزراء يقوم بتشكيل حكومة مستقلة.
السلطان الاسطورة
لا ريب أن للسلطان قابوس قدرا عاليا عند الكثير من العمانيين، مكانته التي عززها عمله الدؤوب في السنوات الأولى من توليه الحكم لتوحيد العمانيين وتغيير أحوالهم إلى لحال أفضل.. لقد تولى السلطان قابوس الحكم في البلاد وهي منهكة من حرب شنها والده السلطان سعيد بن تيمور على عمان الداخل بهدف توحيدها وإعادة رسم حدودها السياسية. تلكم الحرب التي كانت على جبهتين، جبهة الإمامة التي كانت تسعى إلى استمرارية الحكم الإسلامي وجبهة التحرير التي كانت تسعى إلى اقامة حكم شيوعي. لذا فالمصاعب التي واجهت السلطان في تلكم الفترة لم تكن تهدد البلاد فحسب، بل كانت تهدد بقاء دولة البوسعيد أيضا. لم تكن التركة التي ورثها السلطان من أبيه تركة سهلة فكوّن – حسب خطاباته – رؤية لعمان أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، مستعينا ليس بالنموذج الإنجليزي فحسب بل بالكادر الإنجليزي أيضا والذي ساعده في قيادة البلاد منذ ١٩٧٠. هذه الاستعانة لم تقتصر على الإنجليز فقط وإنما توسعت لتشمل الهنود المقيمين في عمان منذ قرون، والعمانيون العائدون من الخارج. السلطان عند توليه الحكم كان المحرك الأساسي لعملية تعمير البنية التحتية في عمان، ولم يكن حكمه مذهبيا أو مناطقيا فشمل الجميع. لذا تكونت لدى العمانيين رغبة شديدة في بناء عمان أفضل لأبنائه وأحفاده حتى أن البعض يروي أن هناك من العمانيين من كان مستعدا للعمل دون مقابل فقط لبناء هذه الأرض التي يحب.
لم تكن الصورة سوداء وقاتمة فقد كان من حسن حظ السلطان أن توليه للحكم جاء في وقت يشهد العالم فيه نقلة نوعية تتمثل في الثورة الصناعية والتي تعتمد بشكل كبير على قطاع النفط. تدفق النفط على دول الخليج أعاد ترتيب الهيكل الاقتصادي والسياسي وتغيير التركيبة الاجتماعية والديموغرافية للمجتمعات الخليجية، فتحولت إمارات الشيوخ إلى دول ذات هيكل سياسي ملكي، وتحول الاقتصاد من الزراعة والرعي والتجارة إلى الاعتماد على النفط، وتحولت التركيبة السكانية من مناطق عربية بحتة إلى دخول العمالة الخارجية التي ساهمت في بناء البنى التحتية لهذه الدول. فمهدت الطرق، وأوصلت الخدمات العامة، وانتشر التعليم وأنشئ القطاع الصحي الحديث، وتمدنت القرى وتغيرت أحوال الناس وطبائعهم.
لذا تزامن وصول السلطان إلى سدة الحكم مع بداية التغيير الخليجي الشامل والذي كانت عمان جزء منه، إلا أن الإنطباع السائد لدى الكثير من العمانيين هو أن هذا التغيير ما كان ليجيء لولا وجود السلطان في سدة الحكم. وقد نجحت الآلة الإعلامية العمانية على ترسيخ هذا الانطباع عن أسطورية للسلطان، وسواء أكان هذا التصوير بحسن نية أو بعكس ذلك فإنها خلقت لنا جيلا جاهلا بتاريخه أو كارها له. وهنا لا أنكر ان للسلطان دور إيجابي كبير على صعيد التنمية، إلا أن الصورة تصبح منقوصة إذا ما لم نضع كامل عناصرها في إطار واحد. صورة جعلها الكثير من المواطنين في برواز أسطوري لا يمكن خدشه أو لمسه، وعملت آلة اعلامية مجندة على تقوية هذا البرواز الاسطوري في عقول العامة من الشعب وتكريس صورة السلطان الذي لا يخطئ ولا تعزب عنه مثقال ذرة. حتى أصبح كل نقد للسلطان خطيئة بنص القانون، فسحبت بعض العقول هذا البرواز الأسطوري على حكومته، فاعتبر – في وقت ما – نقد الحكومة نقدا مباشر للسلطان، كيف لا وهو رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير المالية؟!
الحالة العامة
هذه الصورة الأسطورية إهتزت في فبراير ٢٠١١، فلا نخفي سرا أن الوضع في عمان انفجر بعد أشهر بسيطة فقط من تكريم السلطان لسدنة الحكومة والنافذين فيها. هذه الفئة التي أحاط السلطان بها نفسه فعزل رأس الهرم عن قاعدته. ففي حين كان الشارع يغلي بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، كان السلطان يصرح في مجلس الوزراء عن ارتياحه للتطورات في الوضع الاقتصادي. إلى أن أصبحت الديون تثقل كاهل أصحاب الدخل المتوسط من المتعلمين وأصحاب المهن الحرفية و أصحاب الدخل المحدود، كان المقربون من السلطان – على الرغم من قلة محصلتهم العلمية والثقافية – ينعمون برفاهية اقتصادية عالية. وفي حين تردى فيه الوضع التعليمي في عمان، كان أصحاب الطبقة المتوسطة والراقية يعلمون أبناءهم في مدارس خاصة وينعمون بتعليم أفضل نسبيا عما تقدمه الحكومة في التعليم المجاني. وفي حين تردت فيه الأوضاع الصحية في عمان حيث يلاقي الأمرين من بطء وسوء الخدمات الصحية، كان الوزراء والمقربون من السلطان والديوان ينعمون بأرقى الخدمات الصحية في ألمانيا وبريطانيا. هذا الانقسام الهائل بين طبقات المجتمع أدى إلى انقسام الهرم العماني، فرأس الهرم وحاشيته من الصف الثاني يعيشون حياة مترفة في حين يعاني أصحاب الدخل المتوسط والدخل المحدود من الوضع المعيشي الصعب. كيف إذا حدث هذا الانقسام؟ وكيف تطور وماهي أسبابه؟
الرحمة الظاهرة والعذاب الباطن
لقد سعت الحكومة إلى تقليل الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل، لذا لجأت إلى خطة تنموية تهدف إلى أن يكون القطاع الخاص المحرك الرئيس لاقتصاد الدولة، في خطة بناها المقربون من السلطان سميت بخطة ٢٠٢٠ وهو العام الذي يجب أن تصل فيه الدولة إلى هذه الغاية المنشودة. على الرغم من جمال الخطة وسمو هدفها الظاهر إلا أن في باطنها العذاب، فقد هدفت وبشكل واضح إلى ضرب أكبر قطاعين مدنيين يستهلكان ميزانية الحكومة، وهما قطاعي التعليم والصحة. تبنت الحكومة من خلال وزارة التربية والتعليم ضرب المنظومة التعليمية في عمان، هذا الأمر حسبما يرى الساسه أنه سيعزز القطاع التعليمي الخاص من خلال انتشار المدارس الخاصة، مما سيخلق تنافسا بين هذه المدارس وبالتالي تطوير وسائل التعليم. ويبدو أن هذه النظرية سحبت أيضا على النظام الصحي بحيث تصبح المؤسسات الصحية تابعة للقطاع الخاص وتتولى شركات التأمين على القطاع الصحي تسيير هذه الخدمة باستجلاب النموذج الأمريكي. لقد أبعد مستشارو السلطان من حساباتهم البعد الإنساني والثقافي من هذه الحسابات، وأبعدوا أيضا عن حساباتهم سرعة تغير المعطيات العالمية والاقتصادية وراهنوا على المتغير – النظريات الاقتصادية – في حين تجاهلوا الثوابت – التعليم العالي والصحة للجميع – والتي بإمكانها أن تضمن أفضل الأحوال للمواطنين. لقد بدا واضحا أن”تجهيل” المواطن العماني- وليس تعليمه – يمثل خطرا على الأمن القومي. فضرب المنظومة التعليمية الحكومية المجانية أدى إلى خروج جيل غير واع من خريجي الثانوية. في حين تختلف الصورة لدى المدارس الخاصة حيث يخرج جيل أفضل تعليما من أقرانهم، فأصبحت فرص التعليم العالي لأصحاب المدارس الخاصة أكبر من أقرانهم من المدارس الحكومية، وهذا الأمر يزداد سوءًا يوما بعد يوم. الأمر الذي حدا بدخول أصحاب التعليم الخاص إلى قطاعات أفضل في التعليم العالي ومنها إلى وظائف أفضل لاحقا، في حين أصحاب خريجوا المدارس الحكومية يحظون بفرص أقل في التعليم العالي وبالتالي دخولهم إلى وظائف أقل دخلا. الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى زيادة الفجوة بين الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة أو ذات الدخل المحدود.
ما ذكرته أعلاه ليس إلا قمة رأس جبل الجليد عن المأزق الذي وضعتنا فيه حكومة يقودها جلالة السلطان، والذي قامت ثورة العمانيين في فبراير٢٠١١ للإطاحة بالرموز التي ظن المواطن العماني أنها السبب في الحالة السيئة التي وصل اليها الوطن. لقد تفاعل السلطان قابوس مع ثورة العمانيين في ٢٠١١ عن طريق تبنيه مجموعة من الإصلاحات أدت إلى إسقاط مجموعة الوزراء الذين خرج الشعب لإسقاط معظمهم، وأدخل مجموعة من الوزراء المنتخبين أعضاء لمجلس الشورى إلى مجلس الوزراء، وقام بتعديلات دستورية على مستوى مجلس الشورى ومجلس الدولة وعلى مستوى النظام الأساسي. كذلك أدخل مجموعة من الاصلاحات التي تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي والتي طالب المواطنون بها مثل السماح بالصيرفة الإسلامية وإنشاء صندوق للزواج. كما أمر بإعطاء معظم العاطلين عن العمل مبلغ ١٥٠ ريال عماني بشروط مبهمة وغير واضحة لمعظم المواطنين. أضف إلى ذلك إدخال مجموعة كبيرة من العاطلين عن العمل إلى الوظائف العسكرية في الشرطة والجيش.
إصلاحات وقراءات
بيد أن هذه الاصلاحات التي وضعها السلطان تبدو لي ضعيفة ولم تأتِ بعد دراسة متأنية وإنما جاءت لتحتوي الأحداث التي انفجرت في فبراير ٢٠١١. وأعلل هذا الضعف في عدة قراءات:
القراءة الأولى: التوظيف السريع في القطاع الحكومي والذي بإمكاننا تمثيله بالكوليسترول الذي يسد أوردة الحكومة وقد يؤدي إلى أزمة قلبية تؤدي إلى وفاتها. هذا التوظيف تم في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة أصلا تحديات كبيرة لم تتمكن من تجاوزها في نظام الخدمة المدنية، مع غياب نظم واضحة لتطوير وتأهيل الكوادر العاملة داخل القطاع الحكومي. الكثير ممن تم توظيفهم في القطاع الحكومي لا يقومون بأشياء تذكر في الوقت الذي نجد فيه الكثير من العاملين المتطوعين في محافظات السلطنة أو العاملين بالعقود المؤقتة داخل الحكومة لم يتم توظيفهم أو تثبيتهم وبالتالي حرمانهم من حقوق التقاعد، الأمر الذي سيتسبب بشكل أو بآخر إلى ازدياد الاحتقان داخل القطاع الحكومي نفسه.
القراءة الثانية: توظيف أعداد كبيرة من المواطنين في القطاع العسكري وإدخال أفواج منهم إلى هذا القطاع دون وضع خطة واضحة لمدى قدرة المعسكرات على أقل تقدير في استقبال هذه الأعداد فجأة. هذا الأمر وضع القطاع العسكري تحت ضغط كبير ومفاجئ.أضف إلى ذلك أن هذا الحشو المفاجئ للمؤسسة العسكرية إلى سلبيتين، أولها خروج الكثير من القطاع الخاص وطلاب المدارس للالتحاق بالعسكرية، وثانيها خروج بعض ممن التحق مؤخرا بالعسكرية ليعودوا إلى مصاف الباحثين عن العمل. أيضا يحق لنا أن نتسائل هل رصدت أية ميزانية خاصة للمؤسسات العسكرية لتقوم بتدريب هذه الأفواج بهذا الشكل المفاجئ؟ لذا أرى أن خطة الامتصاص نحو العسكرية لن تتقدم كثيرا.
القراءة الثالثة: وضع راتب إعانة للباحثين عن العمل ومقداره ١٥٠ ريال، والتخبط في هذه المسألة بدأ منذ الأيام الأولى، ويبدو جليا أنها سترهق ميزانية السلطنة على المدى الطويل، ولن تتمكن لاحقا كما لم تتمكن حتى في الوقت الحالي من تسيير هذه المعونة لجميع مستحقيها، بل وصلت في بعض الأحيان إلى غير مستحقيها. لذا فهذا أمر آخر سيؤدي إلى زيادة الاحتقان لدى الباحثين عن العمل غير المستفيدين منها.
.
القراءة الرابعة: تكريس سياسة التعمين في القطاع الخاص بدلا من سياسة التأهيل، الأمر الذي أثقل أصحاب التجارة المتوسطة والصغيرة وأرخى الحبل عن التجار الكبار. التعمين يهدف إلى وضع نسبة معينة فقط من العمانيين داخل القطاع الخاص دون وجود برنامج حقيقي لتأهيل وتطوير الكوادر العمانية لتستلم المناصب التي يشغلها الوافدون. الأمر الذي سيؤخر من ازدياد دخل المواطن داخل القطاع الخاص والذي سيعجل بالكثير من الاضرابات العمالية نتيجة لعدم إتاحة الفرص للعماني الارتقاء في السلم الوظيفي في مقابل الأجنبي الوافد. لا بد من إحلال سياسة التأهيل بدلا من التعمين بحيث يتسارع دخل العماني مع ازدياد سنوات الخبرة بشكل مطرد يسمح له بتولي مناصب جيدة داخل القطاع الخاص والتي يشغلها الكثير من الوافدين الآن.
.
القراءة الخامسة: أن التطوير السياسي الذي ينبغي أن يرافق محاولات الاصلاح الاقتصادي يبدو جليا أنها لشراء وقت أطول تحسبا لأي خروج من قبل الناس مرة أخرى للمطالبة بإصلاحات سياسية حقيقية، فتعديلات مجلس الشورى جاءت بعد أن قام الناس باختيار مجلس الشورى الحالي والذي قاطعه الكثير بسبب عدم وجود إصلاحات ملائمة قبل اختيار الشعب للمجلس، لذا فإن المجلس الأقوى سيكون في أفضل الأحوال بعد ثلاث سنوات من الآن. هذا الأمر يجعلنا نتسائل بصدق عن وجود رغبة حقيقية للإصلاح، فما الداعي إلى هذه التأخير في الإصلاحات السياسية؟ وما الداعي إلى شراء الوقت لإيجاد مجلس شورى قوي؟!
القراءة السادسة: لا توجد إصلاحات جذرية في قطاعي الصحة والتعليم (بشقيه العام والعالي)، وعلى الرغم من مؤشرات وجودها إلا أنها ستأخذ وقتا طويلا، والمؤشرات الواضحة تبدو أن أول ثمار على وتيرة الإصلاح الحالية ستكون بعد حوالي عشر سنوات إلى اثني عشرة سنة من الآن. الأمر الذي يجعلنا نرى أننا ماضون في سياسة الخطة سيئة الذكر المسماة بـ ٢٠٢٠
القراءة السابعة: السلطان ما زال يعتمد في قراراته على دائرة معينة من المستشارين المقربين في الإصلاحات المطروحة، لذا فإن الأطروحات ستظل نفسها وذاتها والسياسة المعتمدة داخليا فيما يتعلق بالقطاع المدني ستظل تدور في حلقة مفرغة ستؤدي حتما إلى زيادة احتقان الشارع العماني، وهو مؤشر آخر أن السلطان لن ينتهج سياسة اخرى تجاه المستقبل، وعدم تغيير السياسات في الوقت الحالي سيؤدي بالتأكيد إلى ذات النتائج.
القراءة الثامنة: تغيير مجموعة من القوانين بما يضمن تكبيل حرية الأفراد وتقييدها من أمثال حق التظاهر السلمي، وإعطاء سلطة أكبر للجهات العسكرية في الاعتقال بسلطة تقديرية، الأمر الذي يجعلنا أمام قانون طوارئ يسمح بتقييد حريات الأفراد. الأمر الذي يعطي مؤشرا آخر أن الدولة تسير في الاتجاه الخاطئ للإنفتاح والحرية
.
القراءة التاسعة: النجاح النسبي الضعيف للإصلاحات والذي لم يكن متسارعا بالشكل المطلوب أدى إلى إضعاف مكانة السلطان لدى نفوس البعض من أبناء الجيل الحالي، فأصبحنا نشاهد الكثير من التعدي على شخصه دون خوف أو وجل من أية عقوبة. الأمر الذي تحاول الأجهزة الامنية مجابهته باستخدام الحلول الأمنية من اعتقالات وتحقيق ومحاكمة. هذا الأمر بلا شك سينعكس سلبا على السلطان، ومهما بلغت درجة القوة في التعامل مع هذا الأمر فسيؤدي حتما إلى انتشار الموضوع واحتمالية زيادة إضعاف هذه الهيبة في نفوس العمانيين.
القراءة العاشرة: لم تبقى أية شماعة يعزى إليها عدم اتخاذ خطوات إصلاح حقيقي، مما سيجعل الناس حتما يتساءلون عن قدرة السلطان على قيادة الحكومة في هذا العمر بل وحتى عن مدى رغبته في هذا الفعل، ونجد في مقابلته مع أحمد جار الله استشهاده بقول المتنبي أن النفوس اذا كبرت تعبت في مرادها الأجسام.
الخطوة الجادة…الخطوة الصعبة
من خلال القراءات العشر أعلاه، يمكننا القول أن الإصلاحات التي وضعها السلطان متفاعلا مع ثورة فبراير ٢٠١١ تسيير نحو أفق ضيق، ولأن الإشكالية في الحكومة ليست وليدة سنوات قليلة فهي ستحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة الأمور إلى نصابها، يبقى السؤال الأهم هل السلطان وهو في هذا العمر قادر على إدارة الحكومة للخروج من الأزمة الحالية وتجنب أزمات مماثلة في المستقبل؟ فالسلطان يرسم بشكل فردي السياسة العامة للدولة من خلال مجموعة من المستشارين الذين أعتمد عليهم سابقا في رسم هذه الخطط وبالتالي فإن وجود خطط مغايرة لما كان عليه الأمر سابقا أمر غير وارد. كما أن وجود مرشح المكتب السلطاني الذي يقوم بترشيح ما يصل وما لا يصل إلى السلطان يبقي على إطار العزلة بين السلطان وبين شعبه، وما يذكر عن مقابلة السلطان للمواطنين في الجولات السلطانية – التي قلت بشكل كبير مؤخرا – من أنه برلمان مفتوح أمر مناف للواقع. هذه الجولات هي أشبه بالمهرجانات منها إلى البرلمانات، ففيها يلقي المتزلفة من الشعراء قصائدهم على السلطان ويكتب شيوخ القبائل مطالبهم الشخصية التي يرجون منها نفعا خاصا إلا من رحم ربي. أضف إلى ذلك أنه لا يوجد مؤشر واضح على إلتقاء الكابينة الوزارية بشكل دوري مع السلطان سوى مرات قليلة في السنة، فالمجلس يجتمع كل ثلاثاء دون وجود السلطان في هذه الاجتماعات، ومن ثم يرفع التوصيات مما يعني عدم وجود قيادة حقيقية للمجلس. هذه القرارات تأتي مع وجود نائب لرئيس الوزراء لا يملك الكاريزما ولا القدرة على قيادة المجلس، بل لا يملك حتى الصلاحية لهذا الفعل. ناهيك عن عدم وجود جرأة حقيقية أو رغبة حقيقية لدى الوزراء لاتخاذ قرارات بإمكانها أن تحدث تغيرا فعليا على أرض الواقع. فما زلنا نشاهد وجود آلية عمل “الأوامر السلطانية” وهو ما أسميته سابقا بقوبسة الفعل بحيث كل فعل تفعله الحكومة عائد إلى أوامر السلطان وليس نتاجا لعمل الوزير. كما أن هذه “الأوامر السلطانية” – والتي كانت تسمى مكرمات – لا تأتي ضمن الخطط السنوية لمجلس الوزراء، هذا الارتجال في صنع قرارات سريعة ناقشنا أثره أعلاه في القراءات العشر، ويدل مرة أخرى على وجود حالة فصام بين المجلس وبين رئيس الوزراء. أضف إلى هذا أن وجود السلطان في رئاسة الوزراء يعطي المجلس سموا على مجلسي الشورى والدولة، وهذا الوضع غير طبيعي في العمل البرلماني حيث يجب أن تكون للمجالس البرلمانية اليد العليا عند اتخاذ الحكومة لأية قرارات من شأنها أن تمس بمصالح الوطن والمواطن. والإشكالية الأخيرة في هي افتقار المجلس لقائد قادر على تنسيق خطط العمل بين الحقائب الوزارية، وهذا واضح وجلي في التناقضات والتخبطات التي تظهر عند استجواب الوزراء في مجلس الشورى، فكل وزير يرمي الكرة في ملعب غيره من الوزراء، مما يدل على عدم وجود شخص صاحب الصورة الاكبر في تسيير شؤون الوزارات. إذا نحن بحاجة الى تغيير حقيقي في هيكلة الحكومة يتمحور في إيجاد مجلس وزراء أكثر ديناميكية من خلال تكليف رئيس وزراء شاب من عامة الشعب يقود عملية التغيير برؤية جديدة وواضحة لعمان.
بين التكليف والتعيين
أود أن أوكد على ضرورتين في موضوع رئيس الوزراء، الضرورة الأولى هي أن يكون رئيس الوزراء مكلفا وليس معينا، بمعنى أن يقوم السلطان بتكليفه بتشكيل حكومة وأن تعرض الحكومة على مجلس الشورى لأخذ الثقة ومن ثم رفع التشكيلة الحكومية إلى السلطان. هذا يقف ضد التعيين المباشر من السلطان لرئيس الوزراء، والقيام بالتعيين – على الرغم من اعتباره خطوة تقدمية أولى – بإمكانه أن يخلق ردة فعل عكسية على رئيس الوزراء وهي أنه سيضطر إلى العمل مع حكومة لم يقم بتشكيلها ولا يمكنه التعامل معها. الضرورة الثانية هي أن يكون رئيس الوزراء من خارج الأسرة الحاكمة (آل سعيد) فوجود أحد أفراد الأسرة في هذا المنصب سيبقي على حساسية النقد عالية والتعامل ما بين مجلس الوزراء ومجلس عمان عالية. على رئيس الوزراء أن يكون من عامة الشعب ولعامة الشعب إن أردنا بالفعل أن نخطو خطوة متقدمة في مجال الإصلاح السياسي في عمان.
خاتمة
أود أن أذكر بشيء في ختام هذه المقالة، وهي أن بقاء السلطان في منصب رئيس الوزراء بالإضافة إلى الحقائب الوزارية الأخرى التي يتقلدها سيؤثر سلبا على صورته إذا ما ظل الوضع الاقتصادي والسياسي للمواطن العماني على ما هو عليه، وجود رئيس وزراء مكلف من قبل الشعب سيخفف بشكل كبير من هذا الاحتقان وسيكون في صالح السلطان لا ضده. كما أود أن أذكر أيضا أن عامل الإحساس بالزمن لشعب أغلبه من الشباب مختلف عن شخص في السبعين من عمره، فما يراه الشاب الصغير وقتا طويلا يراه الرجل المسن وقتا قصيرا جدا، لذا فإن الشباب العماني عجول في رؤية ثمار الإصلاحات وإن لم يرها في القريب العاجل فحتما سيرتفع سقف مطالبه إلى ما لا نريد أن نصل إليه. أود أن أذكر أيضا أن إشكالية وجود حاكم (بمعنى مسير لشؤون الأمة) كبير في السن أدت في السابق إلى وجود حرب أهلية عمانية بين الغافرية والهناوية وهو أمر عمل السلطان – أطال الله في عمره – بشكل جاد على محوه من عقلية المواطن العماني. لذا فإن تكليف رئيس وزراء من الشعب غدا أمرا ضروريا وملحا، مع بقاء السلطان مظلة وطنية للجميع يضع مرئيات عامة للبلد، ويكون أطال الله في عمره ملهما لهذا الشعب. هذا الأمر سيعزز من صورة السلطان لدى أبناء الشعب، خصوصا من الجيل الجديد والذي يبدو ان مقدار النقم والحدة لديه يزداد مع ازدياد الصعوبات الاقتصادية. وأؤكد أخيرا أن عمان ولّادة وأن في العمانيين الكثير ممن يمكنهم رئاسة الوزراء وقيادة الحكومة نحو الأفضل. إن وجود رئيس وزراء مكلف في هذه المرحلة ليس ترفا سياسيا أو ألعوبة للمراوغة في إبقاء الوضع على ما هو عليه، وإن ما أراه ضرورة سياسية لإيجاد رؤية جديدة لعمان، ولرفع كفاءة الحكومة وفاعليتها. أقول لنضع عمان نصب أعيننا عندما ننظر إلى مستقبلها، وليكن الجميع في هذا الإطار الوطني، وليكن البرواز الوطني الذي يجمع البلاد هو البرواز المقدس والذي سنظل نرفعه حتى لا يسقط البرواز المقدس.
بوركتم وبوركت عمان
This site is really a walk-
ردحذفby means of for all the info you
wished about this and didn’t know who to ask. Glimpse right here, and also you’ll definitely discover it.
1
There is noticeably a bundle to know about this. I assume you made
certain good factors in features also.
My site: mr-laluna.blogspot.fr
Hey There. I discovered your blog the usage of msn.
ردحذفThis is a really neatly written article. I will make sure
to bookmark it and
come back to learn extra of your helpful info.
Thanks for the
post. I will definitely comeback.
My site > Carrieraircon.co.uk
Thanks , I've just been searching for info about this
ردحذفsubject for ages and yours is the greatest I have discovered till now. But, what about the
bottom line? Are you sure about the source?
Also see my page > pixnet.net
The following time I read a blog, I hope that it doesnt disappoint me as a
ردحذفlot as this one. I mean, I do know it was my option to read, but I
truly thought youd have one thing fascinating to say.
All I
hear is a bunch of whining about something that you can
fix if you werent too busy in search of attention.
My homepage :: http://Myghiapet.Blogspot.fr/2005/11/switching-to-thumbnails.html
Hola! I've been reading your site for a long
ردحذفtime now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Lubbock Texas! Just wanted to tell you
keep up the fantastic work!
My website > Scoutlink.it
Fantastic site. Lots of useful
ردحذفinfo here. I’m sending it to some friends ans also sharing in delicious.
And certainly, thanks for your sweat!
my web site: http://Gratis-Community.at
Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for?
ردحذفyou made blogging look easy. The overall look of
your website is excellent, as well as the content!
Also visit my web blog :: ourservice.blogspot.fr
Heya this is kind of of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors
ردحذفor if you have to manually code with HTML.
I'm starting a blog soon but have
no coding experience so I wanted to get guidance from someone with
experience. Any help would be greatly appreciated!
Also visit my blog post ; http://wiki.Dbjr.de/index.php?title=Tee_Off_Getaway:_A_beautiful_Golfing_Getaway
As a Newbie, I am continuously searching online for articles that can
ردحذفbe of assistance to me. Thank you
Check out my blog post ... firstkoreanchurch.org
It’s onerous to find educated folks on this subject, however you sound like you understand what you’re
ردحذفspeaking about! Thanks
Also see my site > http://wiki.aecanas.org/mw/index.php?title=Spend_Your_Holidays_In_Spain_Within_A_Forgotten_Paradise_Of_Costa_Brava
I keep listening to the newscast
ردحذفtalk about receiving boundless online grant applications so I have
been looking around for
the top site to get one. Could you advise me please, where could i get
some?
Feel free to surf my web site http://zzzclub.blogspot.com/
Youre so cool! I dont suppose Ive read anything like this before.
ردحذفSo good to find somebody with some unique thoughts
on this subject. realy thank you for starting this up.
this website is something that is needed on the internet, somebody with somewhat originality.
helpful job for bringing one
thing new to the web!
Also see my webpage :: http://linktoyouall.blogspot.co.uk/2007/10/how-you-can-use-rehab-refinance-and.html?m=1
I like what you guys are up also. Such smart work and reporting!
ردحذفCarry on the
superb works guys I’ve incorporated you guys to my blogroll.
I think it'll improve the value
of my site :)
My website http://www.herdit.net
I enjoy you because of every one of your effort on this
ردحذفsite. My mum
really loves carrying out
internet research and it's really obvious why. We hear all regarding
the dynamic mode you
render very important tricks through
the web site and even
recommend
response from some
others on that concept while our
favorite daughter is undoubtedly starting to learn so much. Have fun with the remaining portion of the year. You're carrying
out a good job.
Feel free to visit my weblog : radabg.com
Pretty component to content. I just stumbled
ردحذفupon your site and in accession capital to say that I
get actually enjoyed account your blog posts. Anyway I
will be subscribing for your augment and even I fulfillment you get
right of entry to constantly fast.
My web page :: epapower.se.inventforum.com
Hi, Neat post. There is an issue together with
ردحذفyour site in internet explorer, would test this… IE nonetheless is the
marketplace chief and a large section of other people will pass over your excellent writing due to this problem.
My site :: blogspot.com
Hi! This is my first comment here so I just
ردحذفwanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading your posts.
Can you recommend any other blogs/websites/forums that go over
the same
topics? Thanks a ton!
Look at my weblog - http://inboundaid.com/out.php?title=utentecurtisberry72-crowdsourcingnetwork
Also see my site - aferyibezprawie.org
Nearly all of the
ردحذفthings you claim happens to be supprisingly
accurate and it makes me ponder why I hadn't
looked at this with this light before. Your article really did
turn the light on for me as far as this issue goes. However at this time there is one
particular issue I am not too comfy with
and while I make an effort to reconcile that with the central theme of the position, permit me see what the
rest of the subscribers have to point out.Very well done.
Check out my page - http://wiki.oziosi.org
Also see my page :: jedimasterhouse.com
Admiring the commitment you put into your
ردحذفblog and in depth information you provide. It's great to come
across a blog every once in a while that isn't
the same outdated rehashed material. Great read! I've saved your site and I'm adding your
RSS feeds to my Google account.
my web blog http://Psztsrv.Inf.Elte.hu/mediawiki/index.php?title=Invest_Your_Holidays_In_Spain_Inside_Of_Forgotten_Paradise_Of_Costa_Brava
I am usually to blogging and i really
ردحذفadmire your content. The article has actually peaks my interest.
I'm going to bookmark your web site and preserve checking for brand spanking new information.
my web page :: dsvs-sote.de
Nice blog here! Also your site loads up fast! What web host are you
ردحذفusing? Can I get your affiliate link to your host? I wish my web site loaded up as fast as yours
lol
Also visit my website - gyay5t.pixnet.net
That way your land site, whether you like it or run a perfect insurance
ردحذفattorney, no. The globose saving has shifted the force to wallop the this plan way from items that you already feature in your
domicile.
Here is my blog; life insurance claims
My site: insurance lawyers
It involves areas where based neopets dailies ideas running around your caput.
ردحذفafterward that, social certificate payments within
our companies serves as a window into our values -- and
into our governing body's tenacious-term value too. unwisely and recklessly, the Banks didn't look at these loans living quarters for Portfolio companies to go from Stipendiary to defaulting in
any bit.
Feel free to visit my web page :: daily neopets
my page: neopets daily
And use of the system is performing to uplift their Day-after-day Insurance Attorney
ردحذفactivities. Our Organization also provides an order of magnitude story of all unproblematic inquiries and even egg laying depressed a discharge set of instruction manual to assure that consumers
find the Best use from their order. You also feature increased make consciousness through your extreme cases closing down your insurance
attorney for good. give thanks you to all those who to get
land for industrial development and a licnece to work the insurance attorney than
the little wheeler dealer.
My web site life insurance claims
Also see my site > life insurance claims
I really like your blog.. very nice colors & theme. Did you make this website yourself or did you
ردحذفhire someone to do it for you? Plz reply as I'm looking to design my own blog and
would like to find out where u got this from. many
thanks
my web page > hdzbhzjg.zpln.forum.mythem.es
Do you mind if I quote a few of your posts as long as I provide credit and sources back to your
ردحذفblog? My blog site is in the very same area of interest
as yours and my visitors would genuinely benefit from a lot of the
information you provide here. Please let me know if this okay
with you. Many thanks!
Feel free to visit my web-site ; mythem.es
great publish, very informative. I
ردحذفponder why the opposite experts of this sector don't realize this.
You must proceed your writing. I'm sure,
you have a great readers'
base already!
My homepage ... http://www.Adoptioneducationclasses.com/
hello there and thanks in your information - I have
ردحذفdefinitely picked up something new from right here. I did then
again experience a few technical issues using
this site, since I experienced to reload the web site lots
of times prior to I may get it to load correctly. I
were pondering in case
your web hosting is OK? Not that I am complaining, but
slow loading circumstances instances will often impact your
placement in google and could damage your high-
quality ranking if advertising and ***********
Review my site :: nyam.com.ua
Thank you for the auspicious writeup. It in fact was a amusement account it.
ردحذفLook advanced to more added
agreeable from you! However, how can we communicate?
Visit my website :: Www.hancentral.com
What i do not realize is if truth be told how you are
ردحذفnow not actually much more neatly-
preferred than you might be right now. You are so intelligent.
You already know therefore considerably with regards to this topic, produced me
individually consider it from so many numerous angles.
Its like men and women are not
involved until it is something to do with
Lady gaga! Your own stuffs excellent. Always maintain it up!
Here is my webpage; http://gratis-community.at/
It is truly a great and useful piece of
ردحذفinformation. I’m glad that you shared this useful
info with us. Please stay us up to date like this. Thank you for sharing.
Look into my web page lesstalkmoreaction.info
Thank you for any other great
ردحذفpost. The place else may anyone get that type of information
in such an ideal means of writing? I have a presentation subsequent
week, and I am on the look for such info.
Visit my web page ... host.sk
We're a group of volunteers and opening a new scheme in our community. Your site
ردحذفprovided us with valuable information to work on. You have done an impressive job
and our entire community will be thankful to you.
Feel free to surf to my web site ... quickie.victheme.com
Hey there! This is kind of off topic but I need some help from an established blog.
ردحذفIs it hard to set up your own blog? I'm not
very techincal but I can figure things out pretty fast. I'm thinking about creating my own but
I'm not sure where to start. Do you have any ideas or suggestions? Appreciate
it
My site :: http://www.socialize-in.eu/
Good day! Do you know if they make any plugins to assist with
ردحذفSearch Engine Optimization? I'm trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I'm
not seeing very good
gains. If you know of any please share. Thank
you!
my blog post: Seolinkads.com
Hello there, I discovered your web site by way of Google
ردحذفwhile looking for a related
subject, your website came up, it appears to be like
great. I've bookmarked it in my google bookmarks.
Here is my web-site: http://www.nuestraciudad.org/groups/davis-cup-spain-captures-their-third-title-at-mar-del-plata
Wow that was strange. I just wrote an very long comment
ردحذفbut after I clicked
submit my comment didn't appear. Grrrr... well I'm not writing all that over again.
Anyhow, just wanted to say excellent blog!
Also visit my web site: dnouglubitelnye-raboty.bosa.org.ua
Its like you read my mind! You appear to know so much about this, like you wrote the book in it or
ردحذفsomething. I think that you could do with a few pics to drive the message home a little bit, but
other than that, this is great blog. A
fantastic read. I will certainly be back.
Here is my page: hamzetwasel.com
I don’t even understand how I stopped up here,
ردحذفbut I assumed this submit was once good. I
do not recognize who you might be however definitely you
are going to a famous blogger for those who are not already ;
) Cheers!
My page - nigerianlegal.com
you're in reality a just right webmaster. The web
ردحذفsite loading velocity is amazing. It seems that you're doing any distinctive trick.
Also, The contents are masterpiece. you have done a wonderful
activity on this matter!
my site; gloriouslinks.com
You can find no stop to the selections in terms of ab
ردحذفgear to the sector these days, not to mention they all
guarantee to provide that flat and agency belly, therefore if
they are all creating the same guarantee, how will you inform which can be the best
choice for you personally?
Look at my weblog: free weights for sale used
Great website you have here but I was wondering if
ردحذفyou knew of any community forums that cover the same topics
discussed here? I'd really love to be a part of online community where I can get comments from other knowledgeable people that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Kudos!
my web-site; Cheap NFL Jerseys
This post will help the internet viewers for setting up new web site
ردحذفor even a blog from start to end.
Here is my blog post :: remake
People today who begin their first training method, and in some cases individuals who have earlier exercised
ردحذفin one kind or a further in many cases are not pretty proficient about a lot of appropriate issues.
Look at my web page :: bowflex dumbbells 552
Highly energetic blog, I liked that bit. Will there be a part 2?
ردحذفmy web blog: http://www.soydar.com/index.php?do=/profile-82626/info/
Hmm is anyone else encountering problems with the images on this
ردحذفblog loading? I'm trying to find out if its a problem on my end or if it's the
blog. Any feed-back would be greatly appreciated.
Here is my web page; Louis Vuitton Bags
This desіgn iѕ incredible! You certainly knοw how to κeep a
ردحذفreader amuseԁ. Bеtwеen youг wіt
and your vіԁeos, ӏ was almost moveԁ
to start my own blog (well, almоst...HaHa!) Great jоb.
І reаllу enjoyеd what you had tо sаy, and more than thаt, hοw you presented it.
Too сool!
Here is my blog - how to get bigger boobs naturally
Wow! At last I got a webpage from where I can really obtain valuable information concerning
ردحذفmy study and knowledge.
Here is my site ... new cellulite treatment