س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

02‏/11‏/2011

عُمان تغرق ... من جديد !!

عُمان تغرق ... من جديد !!


هاهي مأساتنا الاعتيادية تتكرر ، وأقول " اعتيادية " لأنه يبدوا من الواجب التعود عليها مراراً وتكراراً فالجهات المختصة يبدوا أن سلامة المواطن وسلامة مقدراته ومقدرات الدولة ليس من أولويات اهتماماتها ، أنا لا أرمي إلى أحد بعينه فالمسؤولية مشتركة ولا أرمي جزافاً كذلك ، ما يحصل اليوم من احتجاز لبشر في أماكن عملهم وفي بعض الأماكن العامة بسبب تجمعات الأمطار من جهة ، والاستخفاف بالحاصل والطمأنة الزائدة من قبل الأرصاد الجوية من جهة أخرى ، وعدم إعطاء " البشر " عطلة لهذا اليوم من قبل الجهات المختصة من جهة ثالثة ، كلها معطيات تصيبني بالدهشة لكيفية تعامل الجهات المختصة لدينا مع أزمات من المفترض بأنها ليست بذلك الحجم من الضخامة ، لا أدري هل من الصعب استيعاب الدروس المتتالية التي تعلمنا إياها الطبيعة " بالمجان " أم أنها مكابرة وعدم اعتراف وعزة بالإثم ؟؟!! الأرصاد ما تزال للحظة كتابة هذا المقال تصر على طمأنة المواطنين بأن الحالة ليست بذلك السوء في حين أن الواقع المشاهد الذي نعيشه في هذه اللحظات يقول عكس ذلك تماماً !! من نصدق الأرصاد أم الواقع ؟؟

منذ انتهاء العام 2006م ونحن نعاني كل ما مرت سحابة أو غيمة وتوقفت في سمائنا ليوم أو اثنين لتسكب علينا من بعض الرحمة الإلهية ، نجد المياه تقتحم المنازل وتسد الطرقات والأنفاق تصبح بحيرات والشوارع تصبح أنهاراً و مياه الأودية تقتلع كل ما يعترض طريقها ، جاء " إعصار جونو " ومن ثم تبعه " فيت " والمعاناة مستمرة كلما انتهى إعصار أو حالة جوية " مدارية " على حد تعبيرهم قلنا " بإذن الله الحكومة ستتعلم وستعالج الوضع بكل تأكيد " لكن الواقع غير ذلك تماما ، يبدوا أن التجاهل هو الحل الجذري الذي يجب أن نتوقعه من جماعتنا !! خصوصا إذا ما علمنا بأن بعض آثار إعصار " جونو " إلى اليوم لم تعالج .. تخيل !!

حقاً وبعيد عن المجاملات " والتطبيل " نحن بحاجة لأناس يعرفون معنى " إدارة الأزمات " كمضمون وليس كلمة حبر على ورق ، يكون لها الصلاحيات اللازمة الضرورية لإدارة الأزمات الطبيعية ، ونحتاج إلى شفافية حقيقية " مع أني اكره كلمة شفافية لأنها لا تستخدم بكثرة إلا ببلدنا وأفضل كلمة وضوح " عموما نحتاج لشفافية حقيقية بغض النظر عن نتائجها وأبعادها فليس هنالك أغلى من روح الإنسان على الأقل من وجهة نظري ، هل نحن بحاجة لرياح عاتية وإعصار بمعناه العلمي حتى نقول أن الوضع خطير ويحتاج إلى سرعة تدخل ؟؟!!

يجب أن تتحمل كل جهة تبعات ونتائج ما حصل خلال هذه الأيام ، بداية بالأرصاد الجوية وطمأنتها الغير عادية بالنسبة للأوضاع مرورا بباقي الجهات وكل من له يد في تفاقم الأمور ، نعم نقر بأن البعض هو من تسبب لنفسه بالمآسي كمن دخل وادياً برغبته لكن تلك حالات نادرة ، فماذا نقول لمن دخل عليه الوادي منزلة ، و من أخذ الوادي سيارته من موقفه و من مازال محتجزاً في مقر عمله ومن الى الآن لم يستطع من الذهاب لمنطقته ؟؟!! من يتحمل مسؤولية كل ذلك ؟

قبل زمن كنا نسمع عن مناقصات لإقامة شبكات تصريف مياه الأمطار أين ذهبت تلك المناقصات وماذا حصل فيها وأين وصلت المشروعات ؟؟ كما أظن كذلك بأنها كانت لمسقط !! أولا تعاني باقي الولايات من نفس المشكلة ؟؟

أعجبتني الحكومة السعودية عندما عملت على معاقبة كل من كان له يد من قريب أو بعيد في المأساة الحاصلة في جدة أيام الفيضانات ، طبعا نحن لم ولن يسائل أحد لأنهم سيقولون في النهاية قضاء وقدر !! نعم فتوزيع قطع الأراضي للمواطنين في مجاري الأودية قضاء وقدر !! وسفلتة الطرق والشوارع والمدن دون عمل مصارف لمياه الأمطار كذلك قضاء وقدر !! وغيرها من الأمور التخطيطية الغريبة قضاء وقدر !! لا أدري لماذا نحن بالذات نربط النجاحات لأشخاص بفضل فلان وفلان في حين نربط الإخفاقات بالقضاء والقدر ؟؟ أوليس الخير والنعمة كذلك قد يكون من باب القضاء والقدر ؟؟!!



كفانا استخفافاً بالأمور ، فحتى الأمطار العادية يجب الحذر فليست الأعاصير فقط هي من تسبب الكوارث ، يجب علينا الوقوف وقفة جادة أمام هذا التهاون والاستخفاف بالبشر ومراجعة إستراتيجيتنا بخصوص مصارف الأمطار والتعدي على مجاري الأودية بالعمران ، والعمل على وضع إستراتيجية جديدة لإدارة الأزمات بتشكيل جهاز مستقل وظيفته فقط ادارة الأزمات لا أن نكتفي بأن تدار الأزمة من قبل موظفين عسكريين.

سعود الفارسي

2/11/2011م  

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة