س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

04‏/02‏/2011

إصلاحات مبارك جاءت متأخره فهل نأخذ منها الدروس والعبر ؟؟؟

مع تسارع الأحداث في مصر والتوقعات والتكهنات القادمة يجب على الحكومات العربية عامة والخليجية بصفة خاصة أن تأخذ الدروس والعبر من الثورة المصرية وأهم هذه الدروس هو أسباب قيام الثورة على النظام الحاكم في مصر ، فالثورة تولد من رحم المعاناة في الداخل وإن كانت الشعوب تتأثر بما يجري بالخارج إلا أن هذا التأثر يكون محدودا ما لم توجد أسباب داخلية تؤجج الثورة ومع البحث عن هذه الأسباب نجد أن لكل وجهة نظره حسب موقعه من المسؤولية أو انطباعه عن هذه الثورة فأسباب المواطن العادي تختلف عن الأسباب التي تراها الحكومات وحتى هذه الحكومات فستتباين آرائها حسب السياسات التي تطبقها ، فالمواطن المصري العادي كانت له أسباب متعددة أهمها وضعه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في بلده وما يقدمه له هذا النظام من خدمات فالمواطن المستفيد من النظام يرى من وجهة نظره أن النظام يحقق له ما يريد وهو أفضل نظام بغض النظر عن ما يعانيه غيره من مساوئ ، أما المواطن المتضرر من هذا فيقول ما لم يقله مالك في الخمر ومن خلال هذا الموضوع يمكن أن نحدد وجهة النظر الرسمية المصرية التي اعترف بها الرئيس المصري محمد حسني مبارك خلال الأيام الماضية حيث قال في خطابه يوم 28 يناير : " إن هذه التظاهرات وما شاهدناه فبلها من وقفات احتجاجية خلال الأعوام القليلة الماضية ما كان لها أن تتم لولا المساحات العريضة لحرية الرأي والتعبير والصحافة وغيرها من الحريات التي أتاحتها خطوات الإصلاح لأبناء الشعب ولولا ما تشهده مصر من تفاعل غير مسبوق لقوى المجتمع " كما تعهد مبارك في خطابه " بمواصلة الإصلاح السياسي والاقتصادي وعدم التراجع عما تم انجازه في هذا المجال "
و في يوم الأحد 30 يناير جاء في خطاب تكليف الحكومة الجديدة بقيادة احمد شفيق أن من أهم مهام الحكومة الجديدة " عدم المساس بمخصصات الدعم بمختلف أشكاله وبنوده والتصدي لكافة مظاهر الفساد بمختلف صوره وإشكاله أيا كان مرتكبوه ، كما ألمح خطاب التكليف إلى أن أحزاب المعارضة يمكن أن تحصل على المزيد من الحريات وشدد على القيام بخطوات جديدة من الإصلاح السياسي دستوريا وتشريعياً وتحيق مشاركة أوسع للأحزاب في الحياة السياسية " 2 .
من خلال السابق فإن أهم اسباب الثورة من وجهة نظر الرئيس المصري هي:
1) المساحات العريضة لحرية الرأي والتعبير والصحافة .
2) تقييد حريات الأحزاب المعارضة .
3) ترديء الأوضاع السياسية .
4) التلاعب ببنود الدستور .
5) التشريعات والقوانين غير المرضية للمواطن .
6) عدم مشاركة الأحزاب المعارضة في الحياة السياسية .
7) ارتفاع الأسعار وعدم كفاية الدعم الذي تقدمه الدولة لدعم أسعار السلع الأساسية .
8) الفساد بكل مظاهره وخصوصا فساد الكبار في الحكومة والداعمين لها من تجار ومنتفذين الذين قال عنهم مبارك مهما كان مرتكبوه.

كما نرى وباعتراف الرئيس المصري فإن هناك أسباب للثورة المصرية وهذه الأسباب في الحقيقة ليست وليدة اليوم ولكنها ممتدة منذ ثلاثة عقود فما هي الأسباب الأخرى التي غفل أو تغافل عنها الرئيس المصري ويراها المواطن المصري من الأسباب الرئيسية للثورة ؟ وعلى مستوى الدول الخليجية هل يوجد مجال لأن تولد ثورات من رحم المعاناة اليومية للمواطن الخليجي ؟؟؟
شخصيا لا أرى هناك مساحات عريضة لحرية الرأي في الكثير من الدول الخليجية كما لا توجد أحزاب أصلا ليتم تقييد حرياتها أو مشاركتها في السلطة ولا يوجد بالتالي دستور متفق عليه في بعض الدول ، كما أن بعض التشريعات والقوانين غير مرضي عنها عند بعض المواطنين ، اما الفساد فهو نسبي وغير ظاهر كما كان واضحا في النموذج المصري رغم وجوده وتأصله في الخليج أما بخصوص ارتفاع الأسعار فهي ظاهرة عالمية وطردية مع ارتفاع اسعار النفط ولكنها تضيق على معيشة المواطنين لو استمرت وقد ونجحت الكثير من الدول الخليجية في مواجهتها بمضاعفة الرواتب فهل ماسبق هي أسباب كافية لثورات داخلية؟
وهل الاستقرار النسبي للاقتصاد الخليجي هو الضامن الوحيد للأنظمة الخليجية ؟ أم أن هناك اختلافات جوهرية مابين الأوضاع في الخليج عن الأوضاع المصرية ؟ وهل تكفي الجوانب الاقتصادية الجيدة في الخليج لتغطية الكثير من السيئات والمساويء حتى لايراها أو يتضرر منها المواطن الخليجي ؟ وماذا سيحدث لو لاسمح الله تدهورت الأوضاع الاقتصادية في الخليج مع تزايد عدد السكان ونضوب النفط وزيادة نسبة الباحثين عن عمل ؟
إن ما ذكره الرئيس المصري من إصلاحات جاءت متأخرة بالنسبة للوضع الحالي والأوضاع في مصر بعد أن دفع الشعب المصري الثمن من دمه وماله ووقته لذلك فهي لا تكفي أبدا لتدارك الوضع ولن يتوقف مسلسل الرعب المصري إلا بتنحي الرئيس المصري وفهمه للوضع في بلاده كما فهمه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من قبله ، فهل تأخذ الحكومات الخليجية العضه والعبره من هذه الدروس المجانية التي تقدم لها من خلال القيام بالمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟ وهل تكون هذه الإصلاحات في اتجاه مصالح المواطن أم تكون في اتجاه مصالح أمريكا والأنظمة الحاكمة فقط ؟ إنني على ثقة أن لدينا عقولا نيرة تفهم مايجري في بلادها وتخطط للأفضل حتى لا تصل الأحوال إلى ماوصلت إليه الأوضاع في مصر وتونس حفظ الله شعب مصر وشعب الخليج و كل الشعوب في الدول العربيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة