بسم الحي القيوم بسم الله العظيم
مر الوطن في الفترة الأخيرة بمحاولات من المؤسسة الأمنية لإجهاض الحركات التي طالبت بالاصلاح في النظام ومحاربة الفساد الذي نخر في الدولة إلى درجة لا يمكن علاجه دون استئصال جذري لتلك الخلايا التي أنهكت البلد بسيادتها للقانون وسطوتها للمناصب الحكومية. فقبل فبراير 2011 م كان التصارع بين أحزاب واضحة للعيان حزب علي بن ماجد وحزب مكي وشركاه وأحزاب أخرى تحظى قياداتها من شخصية السلطان. تصارع واضح بين الأحزاب لعل أكثرها وضوحا ما حدث لشخصية وزير القوى العاملة سابقا الذي لم تطح به البناية ولكن أطاحت به شخصيات ذات سطوة استطاعت أن توصل تلك الرسالة إلى السلطان لمحاربة الفساد. لا أخفيكم، فقد كنت كما كان غيري متأملا أن تكون بداية حرب ضد الفساد. ولكن كانت تلك الآمال كسراب الماء الذي يخدع العطشان. لا تستغرب أن المكتب السلطاني وهو أقرب الأجهزة الى السلطان يستشري فيه فساد أبسطها ما هو موجود في صندوق التقاعد الخاص بالجهاز. في قصة يحدثنا بها أحد العاملين في مجال العقارات يذكر أن ضباط مسئولين عن صندق التقاعد خاص بالمكتب السلطاني جاءوا إلى مكتبه بغرض البحث عن بنايات للاستثمار فيها (شراءها) واشترطوا عليه أن مناصفتهم في عمولة الوساطة في حالة شراءهم لأي عقار. الفساد مستشرٍ في البلد والحكومة لا تفعل شيئا حتى تلك المؤسسة التي يناط عليها مكافحة الفساد.
1- هل انتهت مسرحية شبكة التجسس المزعومة؟ سؤال لم يجب عن المكتب السلطاني وجهاز الأمن الداخلي بعد، فالفضيحة لازمت هذين الجهازين إلى هذه الساعة. فلا وجود لشبكة التجسس. وما زيارة السلطان قابوس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلا عملية لإسترجاع العلاقات بين البلدين.فالبرغم من أن البعض ينازع ويقول أن شيوخ الإمارات هم من رضخ للحكومة العمانية. زيارة السلطان للامارات هو تصحيح لما ارتكبته الشخصية التي حصلت على ثقة السلطان. شخصية فشلت في التخطيط لما كانت تصبو إليه فارادت أن تثبت ولائها للسلطان بنسج قصة كادت أن تطيح بعلاقة البلدين، فالمشكلة لا زالت قائمة بين الكثير من الناس في البلدين الا من كتمها في قلبه. نحن بحاجة إلى لم الشمل بين الشعبين، فلم أر محاولات بين الشعبين للم الشمل واكتفى في الصلح بين السياسيين فقط. فقصة شبكة التجسس المزعومة أثارت حنق العمانيين على الشعب الإماراتي، كما أنها أثارت غضب الاماراتيين على الشعب العماني في التهمة التي مست بكرامتهم وشهرت بسمعتها. مشكلة سوف تؤثر حتى في فترة ما بعد حكام االبلدين الحاليين اذا ما كان هناك نية حقيقية لإصلاح العلاقة.
- مبنى جهاز الأمن الداخلي
2- هناك محاولات حقيقية من جهاز الأمن الداخلي لمعرفة كاتب سلسلة “خفايا وحقائق” شبكة التجسس المزعومة. هناك أبارك للجهاز انشاء القسم الجديد لمراقبة وملاحقة الكتاب والمدونين الإلكترونيين. ما كتب في السلسلة من حقائق ومعلومات هي “حقيقة أقسم على صحتها بكتاب الله تعالى”. من أهم أهداف القسم الجديد ملاحقة المدونيين في المنتديات والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك ومحاولة التضيق عليهم من خلال التشكيك في نواياهم وبثؤ الاشاعات عنهم واختراق خصوصياتهم وتتبع الكتاب في المنتديات بالضغط على أصحابها في الحصول على المعلومات التي توصلهم إليهم. وما حدث لموقع “الحارة العمانية” ما هو الإ مثال على ذلك ليس كما يدعي “الحقوقيون المستقلون” في الادعاء العام أن سبب اغلاق المنتدى في عمان هو بسبب شكوى قذف رفعها أحد المسئولين ضد كاتب في “الحارة العمانية”. السبب الرئيسي هو أن القائمين على المنتدى لم يتعاونوا مع الادعاء العام للحصول على معلومات تخص كاتب موضوع “خفايا وحقائق” . المقصد معروف جاء من جهاز الأمن الداخلي… فهذه حركة من حركات التلاعب المعروفة عنهم.
3- مسرحية قضية شبكة التجسس لم تنته بعد. ما يحدث في أروقة جهاز الأمن الداخلي. ما حدث بالداخل من ترقيات للمشاركين في التحقيقات وتوزيع مناصب للعصابة الموجودة بالجهاز. من المثير اشمئزازا أن الوسائل التي تم استخدامها في التحقيق والتضيق على الممتهمين في القضية وهذه رسالة إلى أهاليهم وذويهم. إليكم بعض هذه الوسائل المهينة وضد الانسانية وهي أقرب لما فعله الأمريكان في سجن أبو غريب: – حبسهم في دورات مياه لعشرات الأيام – استخدام أجهزة الصعق الكهربائية حتى ان الذي بالخارج ليسمع صراخ المعذبين لشدة التعذيب. – الضرب المبرح و الشديد. – الاعتداء الجنسي على بعض المتهمين. ويزداد الأمر سوءا في أن هناك معتقلات نساء – عاملات في الضيافة بالقصور السلطانية- في القضية لم يتم محاكمتهن وتم التضيق عليهن حتى انه يتم مراقبتهن وتصويرهن في دورات المياه. أي معاملة للانسانية هذه؟ أفعال مشينة لا يصدق أن تحدث في بلد مسلم…. ما يحدث في “السجن الأسود” من تعذيب شنيع للمعتقلين لا يرضاه مسلم حتى لأعدائه. أي نخوة كريم يرضى أن يهان عرضه بهذه الصورة؟! صور التعذيب لا تصدق وطرق استنطاق لا يمكن تخيلها تمارس في هذا المكان. ليحكي لكم صور التعذيب هذه كل من داخل في هذا الوكر أو تم اعتقاله من قبل الضباط المهووسين للتعذيب. الدائرة رقم (…. وعشرون) في الجهاز هي المتخصص في ألوان التحقيق والتعذيب. وهذه معلومة لا تخفى عن كل ضابط في الجهاز أن من يدخل هذه الدائرة يصاب يبتلى بأمراض خبيثة، فقد حكى عدد من عمل في هذه الدائرة من الضباط أنهم أبتلوا بأمراض أو مصائب لا علاج لها، وهذا ليس على سبيل الذكر ولكن كمعلومة فقط. وليعلم الجميع أن التعذيب الذي يمارسه المحققين في جهاز الأمن الداخلي يشبه ما تفعله المخابرات في الدول الدكتاتورية التي تقمع شعوبها وباتت الآن مهددة بالسقوط كما سقط غيرها.
4- بدأت التسريبات في أواخر العام الماضي تخرج إلى الشارع العام عن طريق موقع “السبلة” وهو كما اسلفنا في مدونة سابقة أن له ارتباط وثيق وواضح مع جهاز الأمن الداخلي. كتب المدعو “عقل الحدث” معتمدا في ذلك على تسريبات من الجهاز وهي معلومات لا تخرج إلا من هم على قرب من المحققين أو من المحققين أنفسهم. وظهرت في المعلومات التي كتبها مغلوطات واضحة… وتحدث أن أحد المتهمين الرئيسيين قد أغري بالمال والنساء من قبل الجهة المتهمة بالتجسس. هذه المعلومات قد كشفنا عنها من خلال مجريات التحقيق ضد المتهمين واستكشفنا عن المتهمين وما اذا كانوا قد تلقوا حقا تحويلات مشبوهة من الجهة المتهمة أو من يربطها، وتأكدنا أن الشركة التي قام المتهم بتأسيسها لم تتلق أية مساعدات من جهات مشبوهة. وليعلم المسؤولين في التحقيقات عن القضية أن لدينا ما يمكنا من الحصول على المعلومات. من المضحك جدا أنني قد قرأت لعدد من الأشخاص في مواقع عدة ومن ردوا علي نافيين صحة ما ذكرته في المدونات السابقة وكذبوا على كل ما جاء فيها من حقائق ومعلومات،وليس لي شأن في أن أرد على ذلك، فما جئت به من معلومات هو من صلب القضية ومن داخل أسوار مباني جهاز الأمن والمكتب السلطاني. وليعلم هؤلاء أننا نتتبع حركاتهم خطوة بخطوة وما كشفنا عنه هنا ما هو إلا قليل.
5- ذكرنا أن قضية شبكة التجسس المزعومة أصبحت مصداقيتها في مهب الريح، وقد اعترف بعض من حققوا فيها أن القضية قد انتهت وأدت أهدافها وما بقي هو فقط كيفية جعل الشارع العام ينسى ما حدث. الحادثة ستمر كما مرت ما جاء قبلها، وستتكرر قصة أخرى بعد خمس سنوات وأستطيع أن أتوقع أن ستكون مسرحية ” الانقلاب العسكري- مجموعة ضباط عسكريين يحاولون تنفيذ انقلاب عسكري” …وهلم جرى؛ فالواضح أن الأجهزة الأمنية عندنا تحب الخماسيات، ففي عام 2005 كانت قضية التنظيم السري المزعوم والعاقل يدرك مدى سفاهة تلك المحاولات في تحريك رأي الشارع العماني والإلتفاف نحو الوطنية وصرف نظره عن الشئون التي تهم المواطن. ولا ليس لدي أي شك أنه لو عمل استبيان في الجهازين في مصداقية “قضية شبكة التجسس المزعومة” وأعطي لكل موظف الحرية و الأمان في الاجابة لسؤال واحد: هل تعتقد أن قضية شبكة التجسس حقيقة؟ لرجحت اجابة النفي واثبتت أن القصة ما هي إلا من أجل تحقيق أهداف شخصيات أردت أن تثبت وجودها في الجهازين..
6- لم نذكر في مدونتنا أن مسرحية شبكة التجسس المزعومة قد تم عرضها للمفتي العام للسلطنة و عرضت للشيخ أحمد الخليلي تسجيلات كيف أن المتورطين قد اعترفوا بالجرم كما حاول رجال الأمن أن يقنعوا مفتي السلطنة أن المتورطين بالشبكة هم الذي كانوا قد قاموا باعتقالات التنظيم السري 2005 وأن تلك القصة كان جزء من أهداف هذه الشبكة في محاولة من الجهة المتورطة في الدولة المجاورة لهز ثقة أصحاب المذهب الاباضي أم ام الشعب. وللعلم فان هذه المعلومة قد ذكرها أحد الكتاب التابعيين للأمن الداخي في احدى المنتديات العمانية ( الحارة) وكتب ذاكرا أن الجهة المتورطة هي من تسبب في اعتقالات التنظيم السري في حركة لكسر ثقة المواطن العماني في أصحاب المذهب. عموما، فان معلوماتنا تفيد بأن المفتي العام للسلطنة لم يقتنع بما جاء به الجهاز فيما يخص قضية شبكة التجسس…
7- المستفيد من قضية شبكة التجسس المزعومة هو شخص واحد فقط.!! سأترك هذه الجملة مفتوحة لغاية في نفس يعقوب.
أتوقف هنا لأن للقصة بقية….سأكتبها لاحقا…لالا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق