س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

26‏/06‏/2011

الحكومة والشعب والوطنية

السياسة هي آلية ووسيلة لخدمة الشعب وليست غاية في حد ذاتها، لذلك السياسة تلعب دورا مهما للوصول إلى الأهداف والمطالب الشعبية والتنمية المستدامة للشعب فهي تؤثر بالفرد والمجتمع والوطن. أيضا السياسة شي متغير على حسب المكان وظروف الزمان فهي ليست ثابتة ويمكن صقلها وإعادة استخدامها على حسب معطيات الواقع الجديدة.

على مر تاريخ عمان كانت السياسة... بيد أفراد ينوبون عن الشعب ظنا منهم أنهم على حق وأنهم اعلم بالمصلحة العامة للشعب. لذلك أصبح تقديس السلاطين ثقافة راسخة وجزء لا يتجزأ من الثقافة العامة لدى الشعب. هذا التقديس من قبل الشعب استغله السلاطين للتأثير على خيارات الشعب الديمقراطية فأصبح السلطان ذو مكانة وشخصية غير قابلة للمساس أو حتى للنقد. لذلك أصبحت السياسة العمانية مجرد آله معطلة لا تتحرك بمصالح الشعب بل على حسب مصالح بعض الأفراد وأصبح الشعب يتحرك وراء هذه الأله المعطلة بدون أي مسائله. لذلك تتحول السياسة من وسيلة لخدمة الشعب إلى غاية ومن متغير إلى أصل ثابت.

من الوسائل التي أستغلها النظام العُماني لتكميم الأفواه هي الوطنية وذلك باستغلال هذه الورقة للصالح النظام الاستبدادي على انه الركيزة الأساسية للحفاظ على الوحدة والاستقرار والأمن. فالوطنية تعتبر سياسة فكرية وتسعى دائما لبتر أي روابط سواء كانت قبلية أو مذهبية أو قومية وذلك ليسهل إخضاع كل قطر و الأراضي العمانية مترامية الأطراف مما سهل لعملية الاحتواء لقوى المعارضة سواء كان بالقوة أو بشراء صمتها. فتشكلت الحكومة العمانية تحت ظروف طارئة فاستخدم السلطان لكسب شرعية حكمه سياسة الدهاء والعطاء، والقلوب والعقول، وأهمها سياسة الاحتواء. الحكومة العمانية بدأت في اجتذاب صلاحياتها من خلال دعم اكبر الانتماءات واحتواء جهات المعارضة وذلك من خلال إعطاءهم مناصب حكومية أو مكانة اجتماعية ثم بدأت في ترسيخ القوالب الفكرية لدى المجتمع وذلك من خلال بث القيم والأفكار التي تعبر عن مصالحها الخاصة و ذات نسق يدعم مواقف الحكومة في كل الظروف. الوطنية هذه الورقة التي يلعب بها النظام العماني والتي تسعى إلى امتصاص رواسخ الإنسانية من حرية وكرامة وشرف وعزة وصمود. وتصبح قيمة المواطنة فقط الحصول على لقمة العيش والحياة الرغيدة (احمد ربك غيرك ما لاقي عيش يأكله). لذلك على "المواطن الصالح" الاستجابة لتلك المراسيم السامية والقرارات الفردية التي تقتضي المصلحة العامة بدون تفكير أو مسائلة. فحكم السلطان هو الأصلح وهو الرمز للحفاظ على الوحدة الوطنية.
منقول للكاتبه راية ناصر من الفيس  بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة