كتب: الشهيد البطل العُماني زاهر المياحي تخليداً لدمه المهدور
لقد حق لهم وحق لكل عماني و حق لكل إنسان أن يتسائل ما بال الفتية الذين قتلوا في صحار في مطلع هذا العام بأي ذنب قتلوا ولأي جريرة سفكت دمائهم وسالت على الأسفلت ماذا اقترفوا وأي ذنب أجرموا .
لقد أصطف ثلة من أبناء عمان الطيبين أمام مبنى رئاسة الادعاء العام في صباح يوم 12/9/2011م خمسة وعشرون منهم أو يزيدون من مختلف مدن عمان من صحار و من مسقط ومن صور ومن نزوى ومن إبراء ومن قريات ومن جعلان ومن عبري وقفوا في صف واحد و بكل ثقة ويقين وكل شموخ وعزة ومن يستمد ثقته وقوته من الحق فلا خوف عليه ولا حَزَن .
نعم وقفوا في بداية النهار لم تمنعهم حرارة شمسه الساطعة ولا رطوبة الجو المثبطة عن الصدح بالحق وجهوا جهاز مكبر الصوت(المكرفون) نحو مبنى رئاسة الادعاء العام ليسألوا رئيس هذا الصرح القضائي المستقل و القائمين عليه عن دماء الشهداء التي سالت في صحار .
... ما بال الفتية الذين قتلوا : عبدالله الغملاسي الذي قتل برصاص شرطة مكافحة الشغب بتاريخ 27\2\2011م بالقرب من مجمع بدر السماء الطبي بصحار ، وخليفة العلوي الذي قتل برصاص الجيش العماني بتاريخ 1\4\2011م أمام مستشفى الرفاعة بصحار ، والعم بخيت الجابري الذي استشهد بتاريخ 29\3\2011م في دوار فلج القبائل عندما منع من العبور الى المستشفى لتلقي علاجه اليومي المعتاد بل ضرب هو وأبنائه بهروات قواتنا البواسل جنود الجيش العماني لتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها .
وقفوا ليسآلوا الإدعاء العام ما بال الفتية الذين أصيبوا برصاص شرطة عمان وقوات الجيش في أحداث صحار في النصف الأول من هذا العام ، وماذا فعلتم في بلاغاتهم أكثر من خمسين شابا أصيبوا بالرصاص ، من بين آلاف الشباب من أبناء عمان الأحرار خرجوا ليطالبوا بحقوقهم ، و ليطالبوا بالا فراج عن أخوتهم الذين اعتقلوا تعسفا وظلما و بغيانا ، فلم يجدوا جوابا ، إلا الضرب بالهراوات و قنابل الغاز المسيل للدموع و وابل الرصاص الحي لتخترق أجسادهم ، ولا زالت بعضها تستقر في أجسادهم ولا تزال الجروح التي لم تندمل والندبات على ظواهر أجسادهم شاهدة على فضاعة و وحشية قوات الأمن العام العمانية.
وقفوا ليسألوا الإدعاء العام عن خبر القوم الذين اعتقلوا في أحداث صحار ومنهم الأكاديميين والمعلمين والمهندسين والمحامين وأئمة المساجد والموظفين والطلاب الجامعيين والعاطلين عن العمل وغيرهم >
كيف أخذوا وألقي عليهم القبض بدون أي داع أو دافع إلا الشبهة والظن وإن الظن لا يغني عن الحق شيئا ، ثم لم تكتفي أجهزتكم البوليسية و قواتكم الباسلة بذلك بل كشفت أستار عوائلهم وروعت أطفالهم الآمنين في ظلمة الليل البهيم ، وخربت بيوتهم وعاملتهم بكل القسوة والفجاجة وتعمدت أهانتهن وهدر كرامتهم بممارساة منحطة ، ، وطاردت البعض في الشوارع و الطرقات ، وقيدت أيديهم وصفدت أقدامهم وعصبة أعينهم ثم من بعد ذلك اقتيدوا في المدرعات العسكرية وناقلات العتاد العسكري و الطائرات ، و حشروا إلى السجون والمعتقلات وغرف العزل الإنفرادي وتم التحقيق معهم بطرق تعسفية شنيعة ولاقوا أثناء كل ذلك الإهانات والشتائم والمعاملة الحاطة بالكرامة وجردوا من إنسانيتهم وكرامتهم ، ثم بعد ذلك صنعت لهم التهم وإلقيت عليهم زورا وبهتانا ، دون ذنب أو جريرة إلا أنهم انتفضوا في وجه الظلم و صدحوا بالحق وتحركوا من أجل حرية الشعب و كرامته وقاموا من أجل المطالبة بمحاربة الفساد و تحسي أحوال الشعب في كل المناحي وخرجوا من أجل حقوقهم لا شيء غير حقوقهم .
نعم لقد تم اعتقال ما يزيد عن خمسمائة مواطن عماني في أحدث صحار وقدم بضعة عشر منهم للمحاكم وتم محاكمتهم فلم جد القضاء عليهم مأخذا ولم يجد بدا من تبرأتهم ، فماذا بعد أن برأتهم المحكمة ماذا بعد أن أخلى القضاء العماني ساحتهم من كل تهمة !!! ، ماذا بعد أن عذبتموهم لأسابيع وحجزتم حريتهم و كدرتم صفو حياة أسرهم هؤلاء الاتقاء الشرفاء وشوهتم صورتهم وسمعتهم في المجتمع .
إنهم فتية آمنوا برمهم و زدناهم هدى وقفوا ينشدون العدالة ويطالبون بالحق في زمن طمس فيه الحق و اختل فيه ميزان العدالة ، الادعاء العام العجيب الغريب يوفر خدماته بالهاتف لمن هم خارج السلطنة من أمريكا لتحريك دعواهم المزعومة على من جرح كرامتهم وتحسم قضاياهم في أسابيع أما الذين قتلوا بدم بارد بدون ذنب أو مأخذ وسالت دمائهم على الإسفلت فلا نصير لهم و لا راعي ولا قيمة لأنفسهم ولا ثمن فقد أهدرت إنسانيتهم ولا حق لإوليائهم لك الله يا وطن لك الله يا شعب !!! .
أليسوا ببشر أليسوا عمانيين ألا يستحقون من الادعاء العام أن ينظر في وقائع قتلهم وأن يقدم الجاني القاتل إلى العدالة ليقتص من القاتل هل هان الشعب على الحكومة هل سقط اعتباره وقل مقداره في زمن تدفع حكومتنا الملايين لتفتدي جواسيس دولا أخرى بقصد الرياء وتجميل وجهها البشع أمام الأمريكان في الوقت التي تعتقل أبنائها وتحزهم تعسفا بالشبهة والظن .
ألم يخرج رئيس الإدعاء العام في شهر مارس من هذا العام على الناس ببيانه ويؤكد للناس أن واقعة مقتل الشهيد عبدالله الغملاسي قضية رأي عام وأنه قد شكل لجنة للتحقيق في وقائعها وملابساتها وتقديم الجاني للعدالة وأن كل ما يتم بشأنها سينشر ويذاع في وسائل الإعلام !! ألم يظهر مساعده في التلفاز العماني ليشرح أن التحقيق بدأ بالفعل ، ثم ماذا هل وجدوا الجاني أم يرتدعوا بالمقاطع المرئية التي نشرت على الشبكات العالمية للأنترنت وهي تصور الشهيد عبدالله الغملاسي وهو يسقط ميتا بطلقات شرطة الشغب أو تعتبر بمشهد استشهاد الشهيد خليفة العلوي وهو يغرق في دمه بأكثر من عشر رصاصات أطلقها جنود الجيش ؟؟! .
ألا يحق للرأي العام أن يسأل الادعاء العام إلى أين وصل التحقيق ماذا فعلتم في دم الشهداء هل طلبتم الشهود الذين رأوا الوقائع وصوروها بكاميرات بهواتفهم هل توصلتم للجناة المجرمين ؟؟؟!!
ماذا تغير أين وعودك وتعهداتك أيها الرئيس يا رئيس الادعاء العام يا ضمير المجتمع وحامي العدالة !!!.
عندما يصرخ هؤلاء الشباب المعتصمون السؤال عن دم الشهداء وهل سيقتص من القاتل ماذا أجاب ممثل الهلالي من يحمل رتبة رئيس أدعاء عام كان جوابه أن الموضوع رفع إلى الديوان السلطاني والديوان لن يقصر معهم سيعوضهم ويكرمهم ؟؟؟؟!!!!! هل أرواح الشهداء رخيصة في نظر الإدعاء العام هل حفظت قضاياهم لعدم الأهمية ؟؟!! ، ألا يستحقون أن يحقق في وقائع قتلهم ويكشف عن الجناة لتقديمهم للعدالة ويقاد القاتل إلى أولياء الدم فإما قصاص و أما عفو و أما فداء أليس هذا ما نصت علي الشريعة و أجبه القانون .
(92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) ( النساء)
((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )) (32) ( المائدة)
((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (45) ( المائدة)
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) ( الإسراء)
لماذا لا يقدم الفاعل المجرم الجاني للمحاكمة العادلة وتطبق عليه العقوبة ويقتص منه أو يعفو عنه أولي الدم .
أليس من العار مساومة ذوي الشهداء على دماء أبنائهم أليس من الظلم الضغط على أهالي الشهداء ليكفوا عن المطالبة بدماء أبنائهم و الرد عليهم بأن الموضوع رفع للديوان السلطاني !!! ألا يولد ذلك حسرة في القلب وقهرا يدمي الفؤاد هل أرواح الشرفاء الأحرار بضائع ومتاع لا تثمن بالمال فقط ومن قتلها حر طليق لا حساب ولا عقاب .
ثم هل سيدفع الديوان السلطاني لذوي الشهداء بقدر ما فدي به جواسيس أمريكا في إيران بل هل سيعوضهم هنا بربع ما دفع هناك .
أيتها الحكومة أيها الإدعاء العام لا أقول تلوثت أيديكم بدماء الشهداء ، بل أقول دماء الشهداء هي التي تلوثت بأيديكم وستنالون الجزاء جميعا ، الفاعل الأصلي الذي أطلق النار أو من أصدر الأوامر بذلك أو المحرض الذي شجع على ذلك أو المتستر و كل من تآمر على أهدار دماء الشهداء في صحار وكل عمان ومن ضيع حقوق المصابين والمعتدى عليهم والمعتقلين تعسفا بغير ذنب.
ثم يا أيها الإدعاء العام ، أيها الجهاز القضائي المستقل ، برئيسه ومن عاضده من أعضاء ، يا من أنيطت بكم مسئولية صون الحقوق وحفظ الذمم و إقامة ميزان العدالة وتمثيل المجتمع كيف تشتركون في هذه الجرائم النكراء كيف تشاركون في التستر وطمر الحقائق هل هذا هو واجبكم ؟؟؟!!
في النهاية أقول صدق قول الله العزيز الحكيم (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
وصدق وعد رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام (( وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ))
لقد حق لهم وحق لكل عماني و حق لكل إنسان أن يتسائل ما بال الفتية الذين قتلوا في صحار في مطلع هذا العام بأي ذنب قتلوا ولأي جريرة سفكت دمائهم وسالت على الأسفلت ماذا اقترفوا وأي ذنب أجرموا .
لقد أصطف ثلة من أبناء عمان الطيبين أمام مبنى رئاسة الادعاء العام في صباح يوم 12/9/2011م خمسة وعشرون منهم أو يزيدون من مختلف مدن عمان من صحار و من مسقط ومن صور ومن نزوى ومن إبراء ومن قريات ومن جعلان ومن عبري وقفوا في صف واحد و بكل ثقة ويقين وكل شموخ وعزة ومن يستمد ثقته وقوته من الحق فلا خوف عليه ولا حَزَن .
نعم وقفوا في بداية النهار لم تمنعهم حرارة شمسه الساطعة ولا رطوبة الجو المثبطة عن الصدح بالحق وجهوا جهاز مكبر الصوت(المكرفون) نحو مبنى رئاسة الادعاء العام ليسألوا رئيس هذا الصرح القضائي المستقل و القائمين عليه عن دماء الشهداء التي سالت في صحار .
... ما بال الفتية الذين قتلوا : عبدالله الغملاسي الذي قتل برصاص شرطة مكافحة الشغب بتاريخ 27\2\2011م بالقرب من مجمع بدر السماء الطبي بصحار ، وخليفة العلوي الذي قتل برصاص الجيش العماني بتاريخ 1\4\2011م أمام مستشفى الرفاعة بصحار ، والعم بخيت الجابري الذي استشهد بتاريخ 29\3\2011م في دوار فلج القبائل عندما منع من العبور الى المستشفى لتلقي علاجه اليومي المعتاد بل ضرب هو وأبنائه بهروات قواتنا البواسل جنود الجيش العماني لتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها .
وقفوا ليسآلوا الإدعاء العام ما بال الفتية الذين أصيبوا برصاص شرطة عمان وقوات الجيش في أحداث صحار في النصف الأول من هذا العام ، وماذا فعلتم في بلاغاتهم أكثر من خمسين شابا أصيبوا بالرصاص ، من بين آلاف الشباب من أبناء عمان الأحرار خرجوا ليطالبوا بحقوقهم ، و ليطالبوا بالا فراج عن أخوتهم الذين اعتقلوا تعسفا وظلما و بغيانا ، فلم يجدوا جوابا ، إلا الضرب بالهراوات و قنابل الغاز المسيل للدموع و وابل الرصاص الحي لتخترق أجسادهم ، ولا زالت بعضها تستقر في أجسادهم ولا تزال الجروح التي لم تندمل والندبات على ظواهر أجسادهم شاهدة على فضاعة و وحشية قوات الأمن العام العمانية.
وقفوا ليسألوا الإدعاء العام عن خبر القوم الذين اعتقلوا في أحداث صحار ومنهم الأكاديميين والمعلمين والمهندسين والمحامين وأئمة المساجد والموظفين والطلاب الجامعيين والعاطلين عن العمل وغيرهم >
كيف أخذوا وألقي عليهم القبض بدون أي داع أو دافع إلا الشبهة والظن وإن الظن لا يغني عن الحق شيئا ، ثم لم تكتفي أجهزتكم البوليسية و قواتكم الباسلة بذلك بل كشفت أستار عوائلهم وروعت أطفالهم الآمنين في ظلمة الليل البهيم ، وخربت بيوتهم وعاملتهم بكل القسوة والفجاجة وتعمدت أهانتهن وهدر كرامتهم بممارساة منحطة ، ، وطاردت البعض في الشوارع و الطرقات ، وقيدت أيديهم وصفدت أقدامهم وعصبة أعينهم ثم من بعد ذلك اقتيدوا في المدرعات العسكرية وناقلات العتاد العسكري و الطائرات ، و حشروا إلى السجون والمعتقلات وغرف العزل الإنفرادي وتم التحقيق معهم بطرق تعسفية شنيعة ولاقوا أثناء كل ذلك الإهانات والشتائم والمعاملة الحاطة بالكرامة وجردوا من إنسانيتهم وكرامتهم ، ثم بعد ذلك صنعت لهم التهم وإلقيت عليهم زورا وبهتانا ، دون ذنب أو جريرة إلا أنهم انتفضوا في وجه الظلم و صدحوا بالحق وتحركوا من أجل حرية الشعب و كرامته وقاموا من أجل المطالبة بمحاربة الفساد و تحسي أحوال الشعب في كل المناحي وخرجوا من أجل حقوقهم لا شيء غير حقوقهم .
نعم لقد تم اعتقال ما يزيد عن خمسمائة مواطن عماني في أحدث صحار وقدم بضعة عشر منهم للمحاكم وتم محاكمتهم فلم جد القضاء عليهم مأخذا ولم يجد بدا من تبرأتهم ، فماذا بعد أن برأتهم المحكمة ماذا بعد أن أخلى القضاء العماني ساحتهم من كل تهمة !!! ، ماذا بعد أن عذبتموهم لأسابيع وحجزتم حريتهم و كدرتم صفو حياة أسرهم هؤلاء الاتقاء الشرفاء وشوهتم صورتهم وسمعتهم في المجتمع .
إنهم فتية آمنوا برمهم و زدناهم هدى وقفوا ينشدون العدالة ويطالبون بالحق في زمن طمس فيه الحق و اختل فيه ميزان العدالة ، الادعاء العام العجيب الغريب يوفر خدماته بالهاتف لمن هم خارج السلطنة من أمريكا لتحريك دعواهم المزعومة على من جرح كرامتهم وتحسم قضاياهم في أسابيع أما الذين قتلوا بدم بارد بدون ذنب أو مأخذ وسالت دمائهم على الإسفلت فلا نصير لهم و لا راعي ولا قيمة لأنفسهم ولا ثمن فقد أهدرت إنسانيتهم ولا حق لإوليائهم لك الله يا وطن لك الله يا شعب !!! .
أليسوا ببشر أليسوا عمانيين ألا يستحقون من الادعاء العام أن ينظر في وقائع قتلهم وأن يقدم الجاني القاتل إلى العدالة ليقتص من القاتل هل هان الشعب على الحكومة هل سقط اعتباره وقل مقداره في زمن تدفع حكومتنا الملايين لتفتدي جواسيس دولا أخرى بقصد الرياء وتجميل وجهها البشع أمام الأمريكان في الوقت التي تعتقل أبنائها وتحزهم تعسفا بالشبهة والظن .
ألم يخرج رئيس الإدعاء العام في شهر مارس من هذا العام على الناس ببيانه ويؤكد للناس أن واقعة مقتل الشهيد عبدالله الغملاسي قضية رأي عام وأنه قد شكل لجنة للتحقيق في وقائعها وملابساتها وتقديم الجاني للعدالة وأن كل ما يتم بشأنها سينشر ويذاع في وسائل الإعلام !! ألم يظهر مساعده في التلفاز العماني ليشرح أن التحقيق بدأ بالفعل ، ثم ماذا هل وجدوا الجاني أم يرتدعوا بالمقاطع المرئية التي نشرت على الشبكات العالمية للأنترنت وهي تصور الشهيد عبدالله الغملاسي وهو يسقط ميتا بطلقات شرطة الشغب أو تعتبر بمشهد استشهاد الشهيد خليفة العلوي وهو يغرق في دمه بأكثر من عشر رصاصات أطلقها جنود الجيش ؟؟! .
ألا يحق للرأي العام أن يسأل الادعاء العام إلى أين وصل التحقيق ماذا فعلتم في دم الشهداء هل طلبتم الشهود الذين رأوا الوقائع وصوروها بكاميرات بهواتفهم هل توصلتم للجناة المجرمين ؟؟؟!!
ماذا تغير أين وعودك وتعهداتك أيها الرئيس يا رئيس الادعاء العام يا ضمير المجتمع وحامي العدالة !!!.
عندما يصرخ هؤلاء الشباب المعتصمون السؤال عن دم الشهداء وهل سيقتص من القاتل ماذا أجاب ممثل الهلالي من يحمل رتبة رئيس أدعاء عام كان جوابه أن الموضوع رفع إلى الديوان السلطاني والديوان لن يقصر معهم سيعوضهم ويكرمهم ؟؟؟؟!!!!! هل أرواح الشهداء رخيصة في نظر الإدعاء العام هل حفظت قضاياهم لعدم الأهمية ؟؟!! ، ألا يستحقون أن يحقق في وقائع قتلهم ويكشف عن الجناة لتقديمهم للعدالة ويقاد القاتل إلى أولياء الدم فإما قصاص و أما عفو و أما فداء أليس هذا ما نصت علي الشريعة و أجبه القانون .
(92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) ( النساء)
((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )) (32) ( المائدة)
((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (45) ( المائدة)
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) ( الإسراء)
لماذا لا يقدم الفاعل المجرم الجاني للمحاكمة العادلة وتطبق عليه العقوبة ويقتص منه أو يعفو عنه أولي الدم .
أليس من العار مساومة ذوي الشهداء على دماء أبنائهم أليس من الظلم الضغط على أهالي الشهداء ليكفوا عن المطالبة بدماء أبنائهم و الرد عليهم بأن الموضوع رفع للديوان السلطاني !!! ألا يولد ذلك حسرة في القلب وقهرا يدمي الفؤاد هل أرواح الشرفاء الأحرار بضائع ومتاع لا تثمن بالمال فقط ومن قتلها حر طليق لا حساب ولا عقاب .
ثم هل سيدفع الديوان السلطاني لذوي الشهداء بقدر ما فدي به جواسيس أمريكا في إيران بل هل سيعوضهم هنا بربع ما دفع هناك .
أيتها الحكومة أيها الإدعاء العام لا أقول تلوثت أيديكم بدماء الشهداء ، بل أقول دماء الشهداء هي التي تلوثت بأيديكم وستنالون الجزاء جميعا ، الفاعل الأصلي الذي أطلق النار أو من أصدر الأوامر بذلك أو المحرض الذي شجع على ذلك أو المتستر و كل من تآمر على أهدار دماء الشهداء في صحار وكل عمان ومن ضيع حقوق المصابين والمعتدى عليهم والمعتقلين تعسفا بغير ذنب.
ثم يا أيها الإدعاء العام ، أيها الجهاز القضائي المستقل ، برئيسه ومن عاضده من أعضاء ، يا من أنيطت بكم مسئولية صون الحقوق وحفظ الذمم و إقامة ميزان العدالة وتمثيل المجتمع كيف تشتركون في هذه الجرائم النكراء كيف تشاركون في التستر وطمر الحقائق هل هذا هو واجبكم ؟؟؟!!
في النهاية أقول صدق قول الله العزيز الحكيم (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
وصدق وعد رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام (( وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق