س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

28‏/08‏/2011

وإذا المطبوعة سئلت

واذا المطبوعة سئلت !!

أحمد الشيزاوي (جريدة الزمن):
وكأني أراقب تلك الآلة التي تصب أحبارها على ورق الحرية في زمن تُهدد فيه عقارب الساعة عن الدوران، وكأن الزمن القادم يجب أن يكف عن ممارسة حداثته، وأن يكتفي بمزاولة عاداته وتقاليده الإعلامية التي ورثها خلال الأربعة عقود الماضية.
ليس من السهل أن يتقبل الطائر المتحرر من قيود التبعية قائمة اللاءات دون مبرر، فالقلم حينما ينزف حبراً لا يتردد في أن يرسم بنزيفه ما تراه عيناه أو ما تسمعه أذناه، وليس غريبا أن يتحمل صاحبه أي نزيف يقع عليه، ليس حبا في النزيف ولكن عشقا لمشاركة القلم نزيفه.
فحينما تُساءل مطبوعة عن مهنيتها أتساءل عن ماهية هذا السؤال؟ وهل لغة تطبيق قانون المطبوعات والنشر المطاطي شماعة تستخدمها السلطات متى شاءت أم حرية التعبير ومصادرة الفكر موَّال يتغنى به الكتاب والصحفيون متى شاءوا كما يدعي البعض. يقول جورج واشنطن" اذا سلبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد إلى المسلخ"
فها أنا أٌقف حائراً متأملا تابوتا صنع قبل إصدار شهادة الوفاة لحرية التعبير التي تتهيأ لأن تتوسد ألواحه الصلبة، أتأمل المطبوعة التي ما زالت صفحاتها البيضاء تملؤها قطرات القلم الذي سخره حاملوه لرصد الحقائق والأحداث بكل جرأة ومصداقية، أراها تقف عاجزة خلف القفص الخشبي منزعجة بين الضمير المتلهف للكلمة الحرة الصريحة، تلك الكلمة التي من خلالها ربما تكشف عن بقايا مظلوم غطاه غبار الزمن، أو عن ريالات تعرضت للاختطاف من لدن مسؤول مارس فنون السطو من على كرسيه، حتى أصبح من غير العادة أن نجد مسؤولا لم يمارس السطو وكأن نزاهته شيء غير مألوف أمام الرأي العام، فاختناق البلابل أمام الكم الهائل من الأكسجين ربما يبشر عن خطوة أولى لمصادرة الحناجر المنهكة عن الغناء، واقع مرير لغد ضبابي لم تتضح ملامحه بين شعارات تفاؤلية وبين أحداث تشاؤمية.
عجل يا زمن التابوت
فالبلبل مات ...
والتمرة لا تكفي للقوت
لم يبق إلا أن نحفر قبراً لنموت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة