س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

02‏/04‏/2011

الاعلام عندما يتاجر بالدم ...

الحرية للشاعرين صالح العامري وعلي المخمري وكل المعتقلين قي اقامتهم المظلمة والظالمة


ماذا سنقول اكثر عندما يخوننا الاعلام العربي والمتمثل في كل الوسائل المطبوعة والمقروءة والمسموعة .
ماذا سنقول الا انها خيانة كبرى في حق المهنة اولا وفي حقنا وفي حق التاريخ ، هذه المهنة التي تأسست على صوت الحقيقة وليست على العلاقات العامة ، ماذا سنقول لهذه الخيانة الاعلامية التي ترتكبها اشهر القنوات الفضائية في العالم العربي والتي احدثت تحولا اعلاميا لانظير له في الشارع العربي ، هذه القناة التي تدعى الجزيرة .

ماذا سيكون موقفها المهني امام المشاهد العماني الذي ينتظر منها تسليط الضوء على الاقل لما يحدث الان في عمان ، هذه القناة ومنذ ولادتها الحقيقية كنا نراها بانها تنطلق من ارض اخرى وليست من ارض قطر لقوة خطابها الاعلامي الذي لم يعتاد عليه المشاهد العربي المتسمر ليلا ونهارا امام الاعلام الرسمي ، كنا نعول لهذه القناة التي وجدنا فيها خطابا مهنيا خلاقا لايختلف عليه احد منا ولقوة تأثير خطابها المهني اتهمت بمصالح دول معينه وعلى راسها اسرائيل الداعم الاكبر لهكذا اعلام لابراز الوجه الصهيوني بلغة غير مباشرة وكثر الحديث عنها بما احدثته من صرخة في وجه الانظمة العربية البلويسية وانا واحد من الاشخاص الذي نظر لهذه القناة بعد قناة البي بي سي المبثوثة من فضاء لندن بانها قناة المهنية والرأي والرأي الاخر حتى في ايام الثورات الاخيرة التي شهدها الشارع العربي بدا من ثورة تونس ومرورا بثورات مصر واليمن وليبيا ، فرحنا جميعا بكل ماتقوم به هذه القناة الحرة من تغطية مباشرة ومتوازنة على ارض الحدث ودفع زملاء المهنة بحياتهم لإيمانهم بهذه المهنة العظيمة .

اذا نحن الان امام تساؤل كبير بحجم ماتشهده بلادنا من احداث متأزمة ودامية ويتخلق هذا السؤال عن صمت قناة الحزيرة وموقفها من كل الاحداث المتأججة في عمان ، نتساءل عن موقفها المهني الذي يشكل لنا حساسية مفرطة ومساءلة مهنية على اقل تقدير توضيح رؤيتها وموقفها ومهنيتها من هذا الصمت المريب ، وما اسفر عن هذه الاحداث من سقوط الشهداء بالرصاص وقمع الحريات وانتهاك لاعراض الناس واعتقالات طالت كل الابرياء والمثقفين والشعراء والاكادميين والصحفيين ، هل تنتظر قناة الجزيرة وهي تنطلق بصوتها من ارض هي حبيبة لنا ولقلوبنا هل تنتظر المجازر الدموية حتى تتحرك ام انها تنتظر الاوامر من السلطات العمانية للسماح لها بالتغطية المشرفه ، واذا كان الامر كذلك اليست قادرة من اعلان هكذا امر اذا كان ثمة تعتيم اعلامي عليها رغم ان الكلام الاخير ليس مبررا لحجم خطابها في معالجة هكذا مواضيع والتاكيد على ذلك كل هذا التعتيم الاعلامي لما يحدث من تمزق في الشارع البحريني والذي وظفه مرشدها الروحي يوسف القرضاوي .

ومن المؤسف حقا ان يظهر الاصدقا كل الاصدقاء بالصوت والصورة في قناة الحرة التي تأسست على خلفية غزو العراق ونتهم جميعا بالاجندة الخاصة او الخيانة الكبرى للتواصل مع هكذا قناة امريكية ، لكن السؤال الاهم اين يمكن ايصال الحدث العماني وحقيقته طالما الاعلام العربي يمارس هذا التعتيم اللامبرر له مهما كانت الظروف .

فنحن امام مؤامرة كبيرة من الاعلام في الوقت الذي تشهد فيه عمان موجة احتجاجات عارمة واصبح الدم العماني رخيصا في يد السلطات العمانية ، فكيف يمكن ايصال هذه الحقيقة وعمان واحدة من هذه الدول وعضوة في المجتمع الدولي ، اي انها ليست خارج التاريخ ومايحدث لها من جرح يحدث لكل دول العالم ، فهي بلد على هذا الكوكب الارضي وليست في السماء السابعة .

ونحن نسوق هذا الكلام عن مرارتنا ويأسنا من الاعلام العربي الا ويأتينا صوت اخر صوت جارح لايمكن السكوت عليه صوت لايمثل الا نفسه في فشله المهني الذريع هو صوت الصحفي سالم الجهوري عندما تحدث امس في قناة البي بي سي معلقا على احداث مسيرة صحار السلمية التي اسفرت عن سقوط القتلى والجرحى معلقا في معرض حديثه لهذه القناة بان ماحدث من اعتقالات لم تكن سياسية بل كانت قضائية والاكثر خطورة في كلامة عندما علق عن هذه الاحداث في صحار هو كان نتيجة اختطاف احد الجنود من قبل المحتجين بمساومة الحكومة للافراج عن المعتقلين وهو امر خطير للغاية والذي استفز مذيع النشرة قبل ان يستفزنا عندما قال له من اين لك بهذا الكلام الخطير ، لنتوقف قليلا عن هذا الكلام الذي جاء على لسان هذا الصحفي وهو صحفي يمارس المهنة منذ سنوات طويلة في جريدة عمان الناطقة باسم الحكومة وهي موجهه سلفا لصالح النظام وليس لصالح الشعب هذا اولا ، وثانيا ان كل المراسلين في عمان سواء كانوا موظفين في اجهزة الدولة او مستقلين فهم يتبعون في المقام الاول سياسة السلطات العمانية ، اي انهم لايمارسون المهنة بمصداقية وبشفافية خلاقة بعيدا عن كل التعبئة الامنية بل انهم يمارسونها وفق اوامر موجهه وهنا تكمن الخطورة، اولا هل يجوز من هذا الاعلام العربي ان يوظف المراسلين وهم على رأس السلطة ؟! وهذا يتحمله الاعلام العربي للامانة المهنية ومصداقيتها كما حدث من هذا التصريح الفج الذي سيكون له انعكاسات سلبية ازاء المحتجين الذين ذهبوا اولادهم غدرا برصاص السلطات الامنية ، وثانيا كيف يمكن ان يظهر هكذا تصريح دون اي دليل مادي واضح يعتمد عليه في طلق هكذا تصاريح كما نعرفه جميعا ابناء المهنة الشرعيين ، كما ان تعليق هذا الصحفي على الاعتقالات التي شهدتها ولايات الباطنة وعلى رأسها صحار لم تكن سياسية بل هي قضائية ، فهل هذا الصحفي يعيش في جزيرة بمعزل عن الاحداث الدامية ، الم يعرف هذا الصحفي بأن من المعتقلين شعراء كالشاعرين صالح العامري وعلي المخمري وناشطين سياسين واكادميين وباحثين وصحفيين ومجموعة من المحتجين وهم ابرياء من الهجوم التعسفي في بيوتهم فجرا وفي الشوارع وقضيتهم تتلخص فقط في مطالب المواطن المشروعة شرعا وقانونا .

هل يمكن لهذا الصحفي وهو نائب رئيس الجمعية العمانية للصحفيين ان يتجرأ ويقول هذا الكلام الخطير جدا في حق هؤلاء وهي امانة للتاريخ وليس للمهنة الصحفية فحسب بل ان التاريخ سيجرمه ويحاكمه على كل هذا الكلام المثير للاشمئزاز والاستفزاز .

وندرك جيدا بان هذا الصحفي جاء بفعل المصادفة ويتمثل عمله في العلاقات العامة لما يتلقاه من اخبار من الدوائر الاعلامية في الحكومة التي تمجد انجازاتها والذي كان الاجدر به وبمنصبه في جمعية الصحفيين ان يصدر بيانا يدين هذه الاعتقالات وهو فعل تمارسه كل جمعيات الصحفيين في العالم ، وان كان هذا الكلام مفروغا منه لأن جمعية الصحفيين هي جمعية مسيسه وتابعة لاجندة الحكومة .

اذا نحن امام كلام كاذب حرفيا والمعني به صحفي لايجروء على قول ابسط الحقائق وكأنه منسلخ من هذا الدم العماني وتأكيدا على هذا الموضوع بأن الادعاء العام لم يتجرأ حتى الان عن افصاح الحقيقة وحتى بيانه الذي اصدره يوم الجمعة بأن ماحدث كان نتيجة الدفاع عن النفس وهو نفس البيان الذي صدر لحظة اندلاع الاحتجاجات .

من المؤسف حقا ان لاتكشف الحقائق كما هي على ارض الواقع بل يتم تشويهها لمصلحة الفساد والمجرمين وهو ما يؤكده الادعاء العام يوم الخميس الماضي امام اسر المعتقلين .

ان كلام هذا الصحفي المستفز هو متاجرة بالدم العماني والذي اصبح واضحا امام الجميع من صحار حتى اخر قرية في عمان ،وهي محاولة لاسكات صوت الحقيقة واغلاق ملفات الفساد التي بدأت تتكشف في الايام الماضية والتي نتج عنها ملاحقات ناشطين شباب على صفحات الفيس بوك ومايعزز هذا الكلام حفظ اكثر من سبعة الاف قضية تقدم بها عامة الناس لادانة رموز الفساد .
__________________
حمد الصبحي كاتب صحفي 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة