لماذا نطالب نحن الاعلاميين بالتغيير يا معالي الوزير الاعلام ؟

لأنك ومع مرور اعوامك على كرسي الوزارة نسيت كغيرك من الوزراء الحكومة المقالين انك انت من يجب ان يخدم الشعب وليس العكس .

لأنك رفضت النزول عن كرسيك الذهبي لتقترب من موظفيك وتسمعهم وتلبي مطالبهم دون تلك النظرة والنبرة الاستعلائية .

لأنك تصر على ان الاعلام العماني ما زال تنموي التوجه ، وضربت بدعوات مولانا حفظه الله الحائط بتأكيده مرارا وتكرارا اننا انتقلنا الى مرحلة الدولة العصرية .

لأنك لم تتأمل في توجيه مولانا حضرة صاحب الجلالة في تطوير الكوادر الاعلامية رغبة منه في خلق تغيير جذري في محتوى إعلامنا .

لأنك لم تتأمل ايضا في توجيه مولانا حفظه الله بتطوير الدراما والمسرح العماني بقصد نقل الصورة الحقيقية للمجتمع العماني للخارج بعيدا عن السطحية .

لأنك سمحت لشخصيات من خارج اسوار الوزارة بالتدخل في شؤونها ،ما جعلنا كاعلاميين نشكك في قدرتك على ادارة الوزارة الموقرة .

لأنك ساهمت وتسهم في اغتصاب اراض مدينة الاعلام ارضاءا لاهواء الغير .

لأنك تصر على ان قوانين وسائل الاعلام في السلطنة صالحة لأي زمان ومكان كالكتاب المقدس ، ونسيت ان العالم والاحداث والاجيال تغيرت .


لأنك لم تحترم عقل المشاهد العماني الذي يجد في الاخبار الاذاعية والتلفزيونية والصحفية التفاصيل الدقيقة وبمهنية ومصداقية وعدم انحياز عن الاحتجاجات في ليبيا واليمن والبحرين او الاوضاع في فلسطين ، وفي نفس الوقت أعميته وغيبته عن ما يحدث على ارض السلطنة رغم اننا وجدنا لنكون صوت ولسان الدولة ، وجعلت المشاهد تأهاً بين محطات الفتنة يستقي منها انباءا هدفها تشويه صورة عمان .

لأنك وعبر سياساتك وخططك دمرت هيبة وسمعة الاعلام العماني بتغييبه اولا عن الاوضاع الداخلية ومن بعدها عن المحافل العالمية .

لأنك رضيت بمصادرة فكر الصحفيين ومحرري الاخبار ومعدي ومخرجي ومذيعي البرامج بإصرارك على النمطية التي ينتهجها الاعلام العماني منذ بداية فجر النهضة المباركة .

لأنك لم تلق بالا لهجرة ألمع مذيعي وموظفي الاعلام العماني الى خارج حدود الوطن هربا من الكبت والتحيز الذي تنتهجه الادارات في الوزارة .

لأنك تنكرت لمئات الشباب الذين افنوا 5 سنوات واكثر من اعمارهم بأجر القطعة في خدمة الاعلام العماني بتفاني ولم تتدخل لتعيينهم رسميا رغم النقص الذي يصرخ به الكثيرون، وها هي الفرصة الاخيرة قد جأتك لان تحتضنهم ضمن مبادرة مولانا اعزه الله بتوظيف 50 الف مواطن .

لأنك لم تحقق في موضوع استقالة 70 من أفضل المهندسين من وظائفهم منذ العام ألفين وخمسة وحتى اليوم .

لأنك لم تتقصى عن جرائم هضم حقوق الاعلاميين وجرائم الفساد المالي والاداري التي تنتهك يوميا في بيتنا الاعلامي .

لأنك لم تبادر يوما الى تهيئة الاجواء التي تساعد الاعلامي العماني على الرقي والاجتهاد والتفاني في عمله ايا كان موقعه في التلفزيون او الاذاعة او الصحافة او وكالة الانباء سواء كان ذلك بدعم مادي او معنوي .

لأنك لم تحسن اختيار قيادات ذات كفاءة في الدوائر الحساسة قادرة على التجديد والابداع في المؤسسات التابعة للوزارة .

لأنك سمحت بتحول الوزارة بأقسامها المختلفة الى فرق وشللية بتمييزك اشخاصا دون آخرين ،وفي موافقتك على توزيع أية مكافآت تهل سنويا على الوزارة بشكل مجحف.

لأنك لم تطلع على وسائلنا الاعلامية أيام العيد الوطني ال40 المجيد وتشاهد هدر دم الموضوعية عبر عرض برامج كربونية طوال اليوم تتحدث عن نفس المشاريع العملاقة في بلادنا ، وأظنك ايضا لم تنتبه لمحتوى الدورات البرامجية السنوية التي تفتقر للبنية السليمة .

لأنك نسيت او تناسيت ان هناك محطة تلفزيونية بمحافظة ظفار تتبع للوزارة وتعاني من شح كبير في اعداد الموظفين وتأهيلهم ونقص الاجهزة الفنية المستخدمة .


لأنك ما زلت تمنح الالاف من الريالات سنويا للصحفيين والجهات الاعلامية العربية والاجنبية من اجل ان " تستجديهم" لرسم صورة ملمعة عن عمان التاريخ والعز والحضارة ، وهي في غنى عن ذلك اصلا .

لأنك افلست فكريا واداريا ، وهذا ليس عيبا بحكم السن وتغير الاحداث ولكن العيب ان تستمر وباصرار على انتهاج نفس السياسة العقيمة .


اعترف إني اكن لك كل احترام يا معالي الوزير ، ولكن احترامي هذا يظل موضوعا شخصيا ، وكل ما ذكرته اعلاه هو أمانة اردت ان ابلغها لك لتفتح صفحة جديدة بكل "مسؤولية وشجاعة" في هذه المرحلة التي تمر بها السلطنة ، وان تحفظ بها ما تبقى من وجه الاعلام العماني للأجيال القادمة .

حفظ الله مولانا الذي اراد اعلاما يواكب فكره الراقي المثقف ، ولكنه اعزه الله كلما نظر خلفه ينشدنا ... يجدنا وللأسف في آخر الركب .