س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

16‏/04‏/2011

تخريفات مهموم عماني ...... هل سنتجاوز هذه الأزمة العتيدة ؟ وهل سنقفز الحواجز ؟

ذاتُ صباحٍ رطبٍ كئيب ككل الصباحات الكئيبة التي تصفعنا منذ منتصف التسعينات حتى اللحظة .. جلستُ أتفحص وضعي .. متأملا نفسي .. غصتُ بعض أمتار في أعماقي .. فأنا مواطنٌ من مليوني موطن... أراقبُ ساعة عمري .. وأوراق أيامي تتساقطُ تباعا .. دون رأفة أو نظرة حانية .. فعجلة الزمن لا ترحم المارة أو العابرين.. فهي تدهسُ كل من يمر او يعبر الطريق ..

جلستُ أسأل نفسي .. مُخاطبا ذاتي بعد عشرين عاما من العمل في قطاع الحكومة ... بعد هذا الكم الهائل من الساعات والأيام .. والثوانِ .. فلطمني الواقع .. وشتمتني الحقيقة .. وتقيأت على ثيابي مسائلٌ قبيحةٌ ..!!

واقع القطاع الحكومي .. التركة التي تركها لنا اللصوص والذي عبثوا بضمير الوطن ... ثم هربوا ..

الواقع المؤسف ... والمُبكي

والحقيقة المرة .. المؤلمة .. أمراض عصيّة .. وحالات صعبة العلاج لا ينفع معها تخديرٌ .. ولا تجبير .. طحالب متعفنة عالقة على جسد جهازنا الحكومي العفن لا يجدي معها سوى "الأجتثاث والأستصال " .. ولا اخالُ بأن هناك
دواء آخر يجدي نفعا معها ..!

كيف سنتخلص من أسقام .. وقمامة النظام الإداري وروائحه الكريهة : .. الرشوة – مركزية القرار – غياب جوهر النظام – المحسوبية – سرقة المال العام – إهمال نفسية الموظف – خلل المكافآت – عبث الترقيات – انعدام الرقابة – البيروقراطية _ والتربح من الوظيفة وأستغلالها لأهداف شخصية ... أمراضٌ وأمراض ... وأمراض

كيف سنستطيع أن نستأصل كل هذه السرطانات من جسد نظامنا الإداري ؟؟
هل نبدأ من جديد ... من ذلك الصفر البعيد .. من المدرسة .. والمسجد .. وكتاتيب الشيخ الجليل .. والشجرة ذات الظل المديد ؟؟

هل سنضطر إلى تغيير منهاجنا .. وكتبنا .. وأقلامنا ... وأصابعنا القبيحة القذرة .. ؟؟

هل سنضّطرُ إلى استبدال التربة المريضة السبخة .. بتربة جديدة صالحة .. نغرس فيها بذور طيبة .. وأشجارا كريمة ؟؟


هل سنعلم أطفالنا .. وصغارنا .. وشبابنا مبادئ أصيلة ... وقيما نبيلة ... وأفكارا نيرة سديدة ..؟؟

فالقضيّةُ فعلا " عويصة" .. وشائكةٌ مُخيفة !!

أقارن وطني .. باليابان تلك الدولة العظيمة .. رغم سخافة المقارنة

فاليابان ضربها الأمريكان بالقنبلة الذرية ... فدُمرت البنية التحتّية.. وعُمان ضربها " الفاسدون" بقنبلة الفساد .. فدمروا القواعد .. والمبادئ ... والعقيدة ..!!

اليابان تعرضت لجريمة خارجية .. دمرت الجسور .. والمباني .. وأزهقت أرواحٌ كثيرة ... فقامت الأرواح السليمة ببناء أبراج وجسور .. ونهضة جديدة عجيبة ..

فالقاعدة اليابانية .. كانت سليمة الروح .. نظيفة الباطن .. فقد أستطاعت النهوض بتعاليم البوذية الراسخة في نفوسهم .. وبعقيدة "الشنتو" .. ومبادئ الساموراي والكاميكازي .. ووقفوا .. وهكذا دوما يقفون منتصبي القامة ..!

اما نحن فمصيبتنا مصيبة .. وصعبة دقيقة

مشكلتنا أن الدمار أصاب العمق .. فلوث المبادئ .. وحطم القاعدةُ .. والعقيدة ...
مشكلتنا في " النفس الرديئة " .. في " المواطنة الصالحة الصحيحة ..

وأكبر مصائبنا في ( الإخلاص والنية الشريفة)

فهل يا تُرى سنتجاوز هذه الأزمة العتيدةِ العنيدة .. وهل سنقفز الحواجز المنيعة .. الحصينة ..؟؟

سنحتاج حتما إلى إرادةٍ عنيدة .. صلبةٌ متينة .. ولكن نحن لدينا عقيدة عظيمة .. وتاريخ إسلاميٌ حافلٌ بالأخلاق والقيم النبيلة ...!!

ولنسأل الله ... التوفيق .. والإخلاص .. والعزيمة ,,  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة