س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

16‏/04‏/2011

كلمة عن إعتقالي ..... شاهد عيان عن العنف الذي يستخدمه الأمن العماني

بسم الله الرحمن الرحيم
{هَذَا بَيَان ٌلِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَة ٌلِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَاتَحْزَنُوا وَأَنْتُم ُالْأَعْلَوْن َإِن ْكُنْتُم ْمُؤْمِنِينَ (139) إِن ْيَمْسَسْكُم ْقَرْح ٌفَقَد ْمَسّ َالْقَوْم َقَرْح ٌمِثْلُه ُوَتِلْك َالْأَيَّام ُنُدَاوِلُهَا بَيْن َالنَّاس ِوَلِيَعْلَم َاللَّهُ الَّذِين َآمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُم ْشُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِب ُّالظَّالِمِينَ}
[آلعمران: 138 - 140]
إلى جميع أحرار عمان وأحرار العالم إلى كل من يحلم بالكرامة والعزة سبيلا للسعادة والهناء, أنقل اليكم ما مررت به مؤكدا على التكاتف العماني الوطني وداعيا الى تلاحم الجميع من أجل مستقبل مبهج لعمان وأهلها تزول فيه كل طرق الظلم ولننشد صورة بيضاء لعمان وشعبها نرسم من خلاله أسمى طرق التعبير وحرية الرأي والتعامل الانساني الشفاف ومن خلالها أبين للجميع ما حصل بكل شفافية.

في يوم الثلاثاء الموافق 29/03/2011 الساعة وفي حدود 2:45 فجرا وبينما كنت متجها للمنزل بعد رجوعي من عند بعض الأصدقاء في أحد المقاهي في ولاية صحار، مررت بدورات المياه العمومية المتواجدة بعد دوار صحار (الكرة الأرضية) باتجاه الشمال وبعد خروجي منها بدقيقة أو دقيقتين وقد كنت أشاهد الدوار وما هي الا لحظات حتى صدمت وانذهلت من الهجوم العسكري السريع بمختلف التشكيلات العسكرية (الجيش, القوة الخاصة, قوة المهام الخاصة من الشرطة) وفي ظرف ثواني تمت محاصرة معظم المناطق المحيطة بالدوار.
لقد كان هناك ما يزيد عن 300 عسكري مدججين بالأسلحة والمدرعات والخيازرين والعصي وقد كانوا كلهم ملثمين ما عدا المصورين العسكريين. تم الطلب منا بالسكوت وتسليم هواتفنا النقالة وكنت أسمع كثيرا من العبارات المهينة (أنتم ما تشرفونا كعمانيين وما عندكم بيوت ولا أهل وغيرها) واذا ما همَّ أحدٌ بالكلام قوبل بالضرب المبرح بالخيازرين (طبعا بعد ذهاب الكاميرا العسكرية لمكان آخر) وهذا ينافي مواد النظام الأساسي للدولة حيث نصت عليه المادتان (20 و 22). طلب منا الانبطاح أرضا والنوم على بطوننا كتعمد للأهانة والتحقير وبعد أن قيدوا أيدينا من الخلف بقيد بلاستيكي يضغط بشكل رهيب على اليدين انتفخت يداي على إثره وقد زال الورم بعد يومين، واقتدنا بكل عنف وقسوة لمكان تجمع باصات مسيجة بشبك حديدي تحت مراقبة ناس مقنعة وتوجيه فوهة السلاح صوبنا كأننا زعماء منظمات إرهابية أو مدانين بتهم خطيرة على الإنسانية ولم يخبرونا لماذا تم القبض علينا؟ وهذا أيضا ينافي المادة (24) من النظام الأساسي للدولة وقد كان هناك كثيرون ممن قبض عليهم في الشارع أو أمام منازلهم وكانوا يطالبون بمعرفة أسباب القبض عليهم فكان الرد عليهم بالعصي والضرب وخلال ذلك الوقت كنت أقرأ القرآن الكريم وأذكر الله في نفسي لجهلي للمستقبل الغامض الذي أقاد له.
الجونية! وما أدراك ما الجونية؟! لقد كنت أسمع من كثيرين من كبار السن عنها وشخصيا لم أكن أصدقهم لأسباب مختلفة ولكن الآن وبعد أن ألبسنيها العساكر وسلبت حريتي بها لم أتخيل أن هذا يحصل في بلدي عمان التي طلما سمعت عن العدل والرحمة فيها؛ وهي سوداء غليظة يصعب التنفس خلالها والتحرك وخصوصا وأنت مكبل اليدين خلف ظهرك.
اقتدنا الى مطار في صحار لا أدري أين يقع وأركبونا طائرةوكبلت فيها أرجلنا لا أدري إلي أين يذهبون بن؟! وقد كنت أتألم بشدة من القيد وفقدت الأحساس بها بعد أن كنت أجد صعوبة في التنفس من جراء الجونية وقد أحسست بأن أحد الجالسين جنبي قد أغمى عليه وقام طاقم الطائرة بمعالجته بعد جدال مع العسكريين الرافضين لمعالجته بحجة أنه يكذب.
وبعد أن أنزلونا أركبونا الباصات المغلقة مرة أخرى الى سجن سمائل مباشرة وكان هناك كثيرون ممن يصرخون من شدة القيد وهناك في السجن تحقيق يومي يمتد لساعات وكلها كانت تدور حول المطالب الشعبية. وكنا كلنا نسألهم لماذا هذا العنفخلال الأعتقال فكانت الأجابة تارة بأنها تصرفات فردية وتارة بأنها اجراءات أمنية وقد كان المحققون يهددونا دائما بقوة الحكومة وصبرها على المعتصمين كثيرا.
أخبرناهم بأن التخريب ليست من مبادئنا ولكن النظام الأساسي للدولة حسب المادة (29) كفل لنا حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير بحدود القانون وقد كانت هناك ثمار لتلك الاعتصامات استفاد منها جميع من في عمان بما بينهم المدنيين والعسكريين.
أتمنى من الحكومة الرشيدة بأن تمنع حدوث هذا في المستقبل ومحاسبة المسوؤلين عن ما حصل حتى لايتكرر هذا المشهد المؤلم ثانية في بلدنا الحبيبة عمان.  
منقول عن الكاتب خلفان البدواوي من موقع الحارة العمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة