نقلا عن صالح البلوشي
عندما وصلت إلى ساحة مجمع المحاكم في الخوير مع صديقي حمود الراشدي كنت أتوقع رؤية حشد هائل أمام المحكمة تعبيرا عن رفض هذه المحاكمات وتضامنا مع المعتقلين عشاق الحياة والحرية ولكني فوجئت بوجود عدد قليل جدا من الناس كان اغلبهم من أهالي المعتقلين وأقاربهم وكان الأخ والصديقي سليمان المعمري من ضمن الواقفين مع الحشود إنتظار للمحاكمة التي قيل لنا إنها سوف تبدا العاشرة والنصف وكانت الساعة تشير إلى التاسعة و 45 دقيقة مما يعني بانه لا تزال امامنا 45 دقيقة اخرى لمشاهدة الفصل الأول من محاكمة وطن وقضية شعب بينما رأيت الأستاذ سعيد الهاشمي في جلسة الإستراحة وكان واقفا مع الدكتور عبدالغفار الشيزاوي .
كان الإجراءات الأمنية متشددة وصارمة مما يوحي بوجود محكمة إستثنائية وقضية غير عادية وفي داخل مبنى المحكمة سعدت بالتعرف على الدكتور عبدالغفار الشيزاوي الذي التقي به لأول مرة وكذلك الأستاذ أحمد الشيزاوي وآخرون كانوا يواجهون تهما لم اتوقع يوما إنها توجه لأشخاص ينتمون إلى الحقل الأكاديمي والإعلامي في السلطنة وهي قطع الطرق وإهانة موظفين عموميين ومنذ متى كانت وظيفة الأكاديمي قطع الطرق ؟ إلا إذا كانوا يقصدون قطع الطريق امام المفسدين لممارسة المزيد من الفساد الإقتصادي والإداري في الدولة فهذه ليست تهمة وإنما شرف وطني .
المعنويات العالية والإيمان بعدالة القضية كانت من أبرز ملاحظاتي على المعتقلين بعد دخولي قاعة المحكمة ولاحظت ذلك من خلال الهدوء الذي أتسموا به بعد دخولهم القفص الخاص بالمتهمين وهذا القفص هو عار على الإنسانية والشرف الإنساني والكرامة البشرية وحسب إعتقادي فإنه في الدول الكبرى يجلس المتهم على كرسي في مكان قريب من القاضي دون الحاجة إلى دخول القفص .
كان بداية الحديث للمتهم الأول وهو خالد الحنظولي أو ما يسميه البعض بجيفارا عمان ولم يكن حديثه موفقا في بادىء الامر وكاد أن يتسبب بكارثة له ودليل إدانة كان يبحث عنها القاضي والإدعاء العام لولا الدخول الموفق للمحامي الخاص به الذي أنكر كل التهم المنسوبة له مما جعل الحنظولي يتجه بعد كلام محاميه إلى الهدوء ويكتفي بإنكار التهم المنسوبة له وهي قطع الطرق والتجمهر الغير القانوني وتناول موظفين عموميين بكلمات نابية وجميع هذه التهم كاد الحنظولي أن يثبتها لنفسه في بداية حديثه وخاصة عندما قال للقاضي بأننا تناولنا في حديثنا المفسدين فقط فسأله القاضي عن هؤلاء المفسدين الذي يعنيهم بكلامه ولكن المحامي دخل في الخط وأخذ زمام الحديث مما جعل وكيل الإدعاء العام يغتاظ من تصرف المحامي ويقول للقاضي بان تدخلات المحامين تعرقل سير المحكمة وتتجه بها إلى مسار آخر لصالح المتهمين وهذا ما حدث فقد انكر جميع المتهمين التهم المنسوبة إليهم وطالبوا الإدعاء العام بمطالبة الادلة التي تدينهم وكذلك إستدعاء الموظفين العموميين الذين أدعى بيان الإدعاء العام أنهم تناولوهم بالكلمات النابية والألفاظ الخارجة عن الذوق .
ضحك الصديق سليمان المعمري وضحكت معه عندما وجه القاضي تهمة قطع الطريق إلى الدكتور عبدالغفار الشيزاوي ولكن ضحكة المعمري كانت اقوى وأكثر وضوحا مما استدعى تدخل أحد رجال الأمن في قاعة المحكمة الذي توجه إلى المعمري وطلب منه عدم الضحك وإحترام المحكمة ولسان حال المعمري يقول : أحترموا أنتم عقولنا أولا حتى نحترمكم فهل يعقل أن يوجه إتهام إلى شخص أكاديمي معروف قطع الطريق ؟
أحد المتهمين أشتكى أن وسائل التعذيب النفسي التي مورست ضده في السجن ساهمت في إصابته بمرض نفسي والعلاج في مستشفى ابن سينا وآخر أشتكى ان القوة التي قامت بأعتقاله دخلت عليه في غرفة نومه بعد كسر الباب وقامت بضربه أمام زوجته وابنته الصغيرة .
قصص مرعبة كثيرة تناولها بعض المعتقلين مما تقدم دلائل ومؤشرات متعددة أن القوة التي قامت بأعتفالهم مارست القمع في حقهم وأنها لم تستند في إعتقالها لهم لأي مرجعية قانونية أو مذكرات إلقاء قبض من جهة قضائية وإنما إلى سلطة أمنية متشددة لا تعرف إلا ممارسة القمع فقط .
سوف تكون الجلسة القادمة يوم الأثنين القادم بأذن الله .
منقول
عندما وصلت إلى ساحة مجمع المحاكم في الخوير مع صديقي حمود الراشدي كنت أتوقع رؤية حشد هائل أمام المحكمة تعبيرا عن رفض هذه المحاكمات وتضامنا مع المعتقلين عشاق الحياة والحرية ولكني فوجئت بوجود عدد قليل جدا من الناس كان اغلبهم من أهالي المعتقلين وأقاربهم وكان الأخ والصديقي سليمان المعمري من ضمن الواقفين مع الحشود إنتظار للمحاكمة التي قيل لنا إنها سوف تبدا العاشرة والنصف وكانت الساعة تشير إلى التاسعة و 45 دقيقة مما يعني بانه لا تزال امامنا 45 دقيقة اخرى لمشاهدة الفصل الأول من محاكمة وطن وقضية شعب بينما رأيت الأستاذ سعيد الهاشمي في جلسة الإستراحة وكان واقفا مع الدكتور عبدالغفار الشيزاوي .
كان الإجراءات الأمنية متشددة وصارمة مما يوحي بوجود محكمة إستثنائية وقضية غير عادية وفي داخل مبنى المحكمة سعدت بالتعرف على الدكتور عبدالغفار الشيزاوي الذي التقي به لأول مرة وكذلك الأستاذ أحمد الشيزاوي وآخرون كانوا يواجهون تهما لم اتوقع يوما إنها توجه لأشخاص ينتمون إلى الحقل الأكاديمي والإعلامي في السلطنة وهي قطع الطرق وإهانة موظفين عموميين ومنذ متى كانت وظيفة الأكاديمي قطع الطرق ؟ إلا إذا كانوا يقصدون قطع الطريق امام المفسدين لممارسة المزيد من الفساد الإقتصادي والإداري في الدولة فهذه ليست تهمة وإنما شرف وطني .
المعنويات العالية والإيمان بعدالة القضية كانت من أبرز ملاحظاتي على المعتقلين بعد دخولي قاعة المحكمة ولاحظت ذلك من خلال الهدوء الذي أتسموا به بعد دخولهم القفص الخاص بالمتهمين وهذا القفص هو عار على الإنسانية والشرف الإنساني والكرامة البشرية وحسب إعتقادي فإنه في الدول الكبرى يجلس المتهم على كرسي في مكان قريب من القاضي دون الحاجة إلى دخول القفص .
كان بداية الحديث للمتهم الأول وهو خالد الحنظولي أو ما يسميه البعض بجيفارا عمان ولم يكن حديثه موفقا في بادىء الامر وكاد أن يتسبب بكارثة له ودليل إدانة كان يبحث عنها القاضي والإدعاء العام لولا الدخول الموفق للمحامي الخاص به الذي أنكر كل التهم المنسوبة له مما جعل الحنظولي يتجه بعد كلام محاميه إلى الهدوء ويكتفي بإنكار التهم المنسوبة له وهي قطع الطرق والتجمهر الغير القانوني وتناول موظفين عموميين بكلمات نابية وجميع هذه التهم كاد الحنظولي أن يثبتها لنفسه في بداية حديثه وخاصة عندما قال للقاضي بأننا تناولنا في حديثنا المفسدين فقط فسأله القاضي عن هؤلاء المفسدين الذي يعنيهم بكلامه ولكن المحامي دخل في الخط وأخذ زمام الحديث مما جعل وكيل الإدعاء العام يغتاظ من تصرف المحامي ويقول للقاضي بان تدخلات المحامين تعرقل سير المحكمة وتتجه بها إلى مسار آخر لصالح المتهمين وهذا ما حدث فقد انكر جميع المتهمين التهم المنسوبة إليهم وطالبوا الإدعاء العام بمطالبة الادلة التي تدينهم وكذلك إستدعاء الموظفين العموميين الذين أدعى بيان الإدعاء العام أنهم تناولوهم بالكلمات النابية والألفاظ الخارجة عن الذوق .
ضحك الصديق سليمان المعمري وضحكت معه عندما وجه القاضي تهمة قطع الطريق إلى الدكتور عبدالغفار الشيزاوي ولكن ضحكة المعمري كانت اقوى وأكثر وضوحا مما استدعى تدخل أحد رجال الأمن في قاعة المحكمة الذي توجه إلى المعمري وطلب منه عدم الضحك وإحترام المحكمة ولسان حال المعمري يقول : أحترموا أنتم عقولنا أولا حتى نحترمكم فهل يعقل أن يوجه إتهام إلى شخص أكاديمي معروف قطع الطريق ؟
أحد المتهمين أشتكى أن وسائل التعذيب النفسي التي مورست ضده في السجن ساهمت في إصابته بمرض نفسي والعلاج في مستشفى ابن سينا وآخر أشتكى ان القوة التي قامت بأعتقاله دخلت عليه في غرفة نومه بعد كسر الباب وقامت بضربه أمام زوجته وابنته الصغيرة .
قصص مرعبة كثيرة تناولها بعض المعتقلين مما تقدم دلائل ومؤشرات متعددة أن القوة التي قامت بأعتفالهم مارست القمع في حقهم وأنها لم تستند في إعتقالها لهم لأي مرجعية قانونية أو مذكرات إلقاء قبض من جهة قضائية وإنما إلى سلطة أمنية متشددة لا تعرف إلا ممارسة القمع فقط .
سوف تكون الجلسة القادمة يوم الأثنين القادم بأذن الله .
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق