س : بمناسبة قرب حلول الذكرى ألأولى للأعتصامات التي حدثت في السلطنة بتاريخ 26/2/2012 م وفي إطار استمرار الربيع العربي هل تؤيد العودة لها في السلطنة مرة أخرى ؟

17‏/05‏/2011

وقائع مداهمة اعتصام ظفار

وقائع مداهمة اعتصام ظفار

محمد حاردان

تلقيت بالأمس الأول العديد من المكالمات الهاتفية، واغلب المتصلين يسألونني عن امكانية تدخل القوات العسكرية لفض اعتصام ظفار بالقوة، لم اعرها أي اهتمام لاعتقادي الشخصي بان الجيش لن يقدم على مثل هذه الخطوة، ويعمل على تصعيد الامور بين اوساط المواطنين. ومن باب التحري اتصلت باحد الاصدقاء في صلالة الرابعة مساء من يوم الخميس وسألته عن أخبار الاعتصام وصحة تدخل الجيش لفض المعتصمين فرد علي ساخرا "الحكومة لن تقدم على مثل هذه الخطوة، وسياسة السلطنة مع دعم حرية التعبير" هذا ما قاله لي حرفيا...
لم يرحنِي رده فاتصلت بعد ساعة بأحد المعتصمين سألته خبور؟ فرد خبور خير ولا جديد يذكر فقررت ان اوفر رصيدي واضع هاتفي جانبا وبعيدا عن القلق.
عند الساعة الثامنة والنصف وصلني اتصال من احد المعتصمين يفيد بأن القوات المسلحة مشتركة من الجيش والمهام الخاصة معززة بدبابات وطائرات مروحية وأعداد من المشاة حاصرت مكان الاعتصام في مداهمة مفاجئة وتمركزت في نقطة الاعتصام مطوقين المعتصمين بسياج بشري ومنعوا دخول أي شخص فامتدت اليهم معاصم العزل في ميدان الاعتصام ليقيدوهم واحدا واحدا بشكل تضامني ويأخذوهم في حافلات دون أي مقاومة تذكر الا من اشخاص بأسمائهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، واعتقلت ما يقارب 300 من المعتصمين.
اذن الخبر صحيح هكذا شاءت الأقدار... واستكمالا لسرد عملية فض الاعتصام عند الساعة العاشرة مساء اخترق المعتصمون السد البشري للجيش المطوق "لساحة الصمود" ليتراجع الجيش الى الخلف واستمر المعتصمون من استعادة نقطة الاعتصام ونصبوا خيامهم التي اقتلعت وأعادوا "المنبر الحر" ليتزايد أعداد المعتصمين بالآلاف عند الساعة الحادية عشر.
في الساعة الثانية عشرة اتصلت بأحد المعتصمين لأسمع دوي إطلاق ناري في الجو عند التحام بعض المعتصمين بالجيش، بعد لحظات ساد الهدوء نوعا ما ولم يقترب أي طرف من الآخر .
الخامسة صباحا تم الافراج عن 284 من المعتقلين وتم الابقاء على 16 لاتخاذ الاجراءات معهم ونصف المفرج عنه تضامن مع المعتقلين وفضلوا البقاء.
أمس الحادية عشرة صباحا تم اغلاق دوار النهضة "سلاح الجو والمربع الحكومي الواقع عند مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار والمديريات القريبة منه استعدادا لاقتحام الساحة ومنع المعتصمين من اداء صلاة الجمعة واعتقلوا ما يقارب 300 شخص وحسب ما قاله شهود عيان ان القوات المسلحة رفعت علم الجيش والشرطة وعلم عمان.
بعد هذه المشاهد الهوليودية خرج بعض من افراد قوة أمن الأرياف "قوات الفرق لتهدئة المعتصمين نظرا لما يحظون به من تقدير واحترام من قبل المواطنين في ظفار فهم يرون فيهم ابطال السبعين" . تزايد اعداد المعتقلين ممن تقدموا طوعا للجيش معلنين تضامنهم المطلق مع رفاقهم.
لا يزال البعض على اطراف "ساحة الصمود" معلنين بذلك بقاء الاعتصام سلميا رغم الطوق الأمني الذي يفرضه الجيش، حفظ الله عمان حرة أبية آمنة.
14/5/2011
جريدة الرؤية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة