منذ حجب الحارة العمانية عن العقول والأذهان ونحن نشعر بنوع من اليتم وكأننا فقدنا حبيباً أو رفيقاً لصيقاً نلتفت يمينا وشمالا علنا نراه مقبلا من بعيد فلا يصفعنا سوى السراب ... أين سنرمي مراسينا وهمومنا الثقيلة ؟ فالسبلة العمانية لاترقي إلى مستوى المباديء والقيم التي تنتفض في أعماقنا .
حاولت الوصول إلى طريقة لفتح حارتنا فقد أدمنت التسكع في أزقتها رغم يقيني بأن شوارعها خالية من المارة والعابرين خلال هذه الأزمة فلجأت إلى صديق لتزويدي ب بروكسي حتى أستطيع التسلل كلص محترف إلى حارتنا المخبأة عن العيون نظر إلي الصديق بشي من الشك فالذين يبحثون عن فك الشفرات هم الباحثين عن المتعة والعبث والفوضى فقلت له: إنني ابحث عن الحرية ملفوفة بالهم والألم .. أبحث عن الحارة فقط .. ولاشيء غير الحارة !!
لقد قلت لكم سابقاً إننا في وطن النكوص والرجوع للخلف والرجوع هذه المرة بنسب فلكية هائلة دولتنا الأربعينية أصبحت عجوزاً مترهلة معتمة مبرقعة بالعفن تريد أن تحرمنا من أن نتنفس هواءاً نقياً وأكسجيناً نظيفاً . تمنعنا أن نفتح لقلوبنا نوافذ الحياة لتهب علينا نسائم الحرية من شبابيك الدنيا الواسعة . للأسف أنا مضطر ان أقول لكم أن دولتنا دولة حقودة قلبها مليء بالبغضاء والكراهية دولة تجازيء المحسنين بالسيئات وتمنح المسيئين الأنجاس كل حسنات الدنيا والآخرة . إننا نعيش في وطن يمتلك كل مقومات القمع والتقييد وربط الأفواه والأقدام والأقلام وطن يقطع أظفارك الصغيرة قبل أن تنموا ويلسعك كالأفعى وأنت نائم في سرير الغفله وطن ينبح الأطفال والنساء والفتيان !!
شيء غريب ومخجل أين نقع نحن من هذا العالم الذي يحتوينا
إنني لا اصدق حتى اللحظة كيف تقوم حكومة بعمل مشين لمكانتها وعلى درجة متقدمة من الدناءة والقذارة منتدى ثقافي وفكري وديني وترفيهي يحجب نهائياً بسبب مدير عام بسبب اسم صغير ضمن مئات مئات الأسماء الضئيلة المتربعة على كراسي السلطة والمسؤوليات والمسروقات والمنهوبات في هذه الأرض المنهوبة .
الإدعاء العام وهو المرفوض جملة وتفصيلاً من كافة رجالات المجتمع والمطلوب إسقاطه مع من اسقطوا يمارس سلطته الزائفة المستندة على كراسيء مهترئة كيف يمكن لشخصية ممقوته في المجتمع مرفوضة شعبياً بأن تصدر قراراً بحجب منبر علم وثقافة وفكر وإغلاق نافذة يرى فيها الشعب بعض الحقائق المؤلمة لوطنهم المتألم ويجثوا على الرئة الوحيدة التي يتنفس منها ؟؟
منتدى عملاق بحجم جامعتهم التي يعتبرونها عملاقة يغلق بسبب مسمى من مسميات الحكومة والجميع في شبه الجزيرة العربية يعلم حقيقة الدولة الصغيرة الثرية سيئة السمعة سيئة الحظ .
أنا دائما أقف على شواطئ توقعاتي وأصارحكم بأن الوضع لا يبشر بالأمن في ظل هذه الحكومة البوليسية لا تنتظرون حريات ولا تتوقعون إصلاحات ولا تحلمون بمفهوم جديد للنظافة أو النزاهة في خطط التنمية العقلية أو البشرية ومشاريعها المشبوهة لا تحلمون بأفق ولو ضئيل من الوعي والانفتاح على جزر الحريات النائية عن وطنكم مادامت هذه التهريجات الصبيانية والبوليسيات السخيفة تصول وتجول في أرضنا وعبر أثيرنا المخنوق بالسموم والعلل والأسلاك لكن السؤال هنا :إلى متى سنظل نقذف بالطين والقذاررات ؟
إلى متى سنظل نتعثر بهذه الأحجار الكريهة التي ترمى في طريق حريتنا ومستقبلنا وفكرنا وحبرنا ؟؟ إلى متى سنظل نقفز فوق هذه الحفر العميقة نوشك أن نقع فيها ؟؟
ومتى سنحلق بعيداً كالنوارس على نسائم الحريات والأمواج والشواطئ المفتوحة اللامتناهية ؟؟
سأقول كلمة للمدعي العام ولكل الطحالب المتعلقة بسلطته من أذناب السلسلة الحديدية الصدئة التي تطوق أعناق الشرفاء والأحرار في هذا الوطن إنكم ستنطفئون كما ينطفئ سراج معدني قديم وستذبلون كما تذبل أشواك الصحاري بعد طول جفاف وستذوبون كما تذوب شمعة صينية رديئة قذرة وسنبقى نحن الحرية الأحرار الشرفاء لأن الحرية والحياة للأحرار والشرفاء فقط والقيم والسمو للفكر الحر ولا يمكن للأقزام أن يؤسسوا لبنة واحدة في دولة القانون الطاهرة
وأختم مؤكدا لكل الخانعين والذين تسلل الخوف إلى قلوبهم
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً .....إن الحياة عقيدةٌ وجهادا .
منقول من الحارة العمانية المغيبة / كلنا الحارة العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق